وشعرتين بيضاوينِ تستقران في غُرتها
رأيتها تبتسم وتقول:
(أحفظ ما ستقولين عن البيتِ والشعرِ والطفلِ)
لكني أريدكِ أن تتكلمي
ثمة جرحٌ يسقط في الكلام .
كانت “هند رستم ”
على أبواب العذراء
تصلي بلا موسيقى
ولا مكياج ِ.
.
وفي مقهى جانبي
شربت الشاي مع نيرودا
حدقنا معاً في السوناتة الواحدة بعد المائة.
حين ودعته وانسحبت للطرقات
سرت مع الشهداء الآخرين في المذبحة الأخيرة
أزعجتهم كثيراً الجنازات العسكريةِ
لم يستطيعوا أن يرقصوا التانجو
على أنغامها الرتيبة
قالوا لي: ( نحن نفضل الجنازات الشعبية غير المرصودة من الميديا )
الكلماتِ اللامرتبة
الهتافاتِ المعجونةِ بالنحيب
النعوشَ الملتفةِ بأعلام الوطن.
في المدينة الغريبةِ
تعرفت على مفاهيمَ جديدةٍ للحب
مثلاً
(تحب الذي يفهم الجغرافيا )
(تحب الذي يتقن السُباب )
(تحب الذي لا يملك نقوداً )
الأحباءُ هنا لا يمارسون حبهم في الحانات
بل يتصاعدون في الثمالة .
رأيت أختيَّ تفترشُ القصائد
قرب البحيرة الصناعية
الأسماك إلكترونية
تصطادها بضغطة زرٍ
ولا جدوى لصبر الصياد القديم.
ولا جدوى للرياح
الأمطار جافةٌ
لا تصلح للأمنيات
تبتلعها النوافذُ بدون شبقٍ
ولا رغبةٍ صريحةٍ في العناق
لا عشاق يتمشون تحتها
ولا مؤمنون يكلمون الله في ظلها .
الأمطارُ
كالنوافذ
كالعصافير
كالأشجارِ
كالأسفلتِ
كإشارات المرورِ
كالشراشفِ
كالأواني الرخاميةِ
ككل شيء
في المدينة الغربية
بلا شهوةٍ .