علني في الخمسين تكون روحي توقفت عن الترحال واستقرت أخيرًا، حققت ما أصبو إليه، عرفته واستطعت أن أقبض عليه بكلتا يدي .
أريد أن أكون جميلة في الخمسين ، أن أكون شابة في الخميسين ، خفيفة كوردةٍ أينعت للتو ، كوردة لم تمسها يد من قبل ولا أصابها مس من حزنٍ .
أريد لعيني أن تظلا تلمعان ، أن أقرأ كثيرًا من الشعر وأكتب كثيرًا من الشعر كمتعةٍ لا تنضب أبدًا .
.
في الخمسين لا أريد لصوت ضحكتي أن ينخفض، أريده أن يبقى كما هو، أن تظل أبسط الأشياء تجعلني ابتسم ، أن تكون خطواتي خفيفة على الأرض وعلى الأرواح ، أتمني أنني سأكون أخيرًا استطعت التغلب على نفسي ، وصرت أصل في الوقت المناسب تمامًا لا مُبكرًا ، ولا متأخرًا .
في الخمسين أسأل نفسي هل سافرتُ كثيرًا؟ هل صرتُ نورسًا أخيرًا؟ هل حلقتُ عاليًا عاليًا في السماء ووصلتُ لأبعد نقطة كانت تلمع بخيالي؟
أريدُ أن أكون نورسًا في الخمسين، أن أكون قد اكتملتُ تمامًا كبدرٍ في تمامه .
لا أعرف في الخمسين أين ستكون أنت وأين سأكون أنا ، لكنني وعلى كل الأحوال أرجو أن نظل في نفس الدائرة، أن يظل بوسعي أن أقول لك صباحُ الخير كصديقين حقيقيين أمضيا مع بعضهما ما يقارب العشرين عامًا، مرا بالكثير معًا، اختلفا كثيرًا واتفقا كثيرًا
لكن هذا لم يغير أي شيء داخلهما .
لا أستطيع أن أجزم بما ينتظرني في الغد ولا في اللحظة المقبلة الآن، لا أعلم فعلًا، كل ما أملكه هو التمني، أتمنى في الخمسين أن أظل قطتك الصغيرة، أن أظل شغفًا يحركك، وتظل ضوءًا ينير حياتي، أنا أتمنى ذلك ولا أدري إن كان سيتحقق أم لا، أريد في الخمسين ألا تسوء ذكرانا، أن تظل دائمًا الابتسامة مرتبطة بمروري في ذاكرتك .
.
حسنًا، ما هو شبه أكيد الآن، أنني في الخمسين سأكون مدخنة شرهة وسأظل أقتفي أثرك ولا أصل