نور درويش
لم أسمع القناص !
دمهم الذي بلا رائحة
يلتصق بكل شيء
بالغبار وتحت الوسائد
في الأصوات
في الإطارات .
في الخامسة عصراً..
ينز من أسنان الأمهات
دون أن يشعرن ..
دمهم مثلهم بعيون ملونة
وأغان شعبية ..
رتب لهم دخان سجائرهم الرديئة
وانس من فضلك أن ترتب لهم العمر
فلهم دم بلا رائحة
نيابة عنهم يقف أمام الجميلات
بساق واحدة وأخرى مُجبّرة ..
يسهر ويتابع الأخبار الرياضية
يتأخر في العودة ..
يتشاجر مع امه ..
وينام .
الأسماء كثيرة
أسماء غريبة.. و بعيدة
فاتني أن أدقق في مناطق خوفها
وهي تُرجع لي ما تبقى من أجرة الباص
فاتني أن أقول صباح الخير
حتى وأن كنت لا أرى داعياً لهذا
فاتني توجيه نظري إلى حواف بناطيلها
فاتني حفظ اتجاه الأحذية وشكلها
وهي أمامي أو بجواري
فاتني أن أرعى صوت موسيقاها الصاخبة ..
ماذا كنت سأخسر لو بدأت بحديث معها
عن فوبيا ريش القطط مثلا
أو عن صُدف الأحصنة السمراء
كان عليّ إخبارها بأننا الوحيدون
الذين لا يتسنى لنا سماع القناص
ليس لأني أراه فقط ضمن أخبار التاسعة
ولأنها سوف تنشغل بالموت عن سماعه ..
لكن هذا ما سيحدث.