فن المسافة

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

هدير عرفة

على مسافةٍ من وجعٍ قريب ؛

مصابةٌ بداء التعلقُ

و لا أجيدُ فن اتقان المسافات ؛

المساحات التي تسمح لنا باكتشاف الحقائق

بأن نخطو خطوة واحدة للوراء و نمنح الاخرين براحا للتراجع

و بدء التخلي

لا أجيدُ الاختفاء

مصابة بداء اليقين

أنا أتبعُ قلبي حيثُ يسير ؛

و أسقط في شرك الحزن كل مرة ؛ بذات اليقين

أعودُ محملةً بتفاصيل اللقاء

تغيبُ النهايات عني ؛ يلتبس علي ادراكها

ما لم يخبرني أحدهم بأن : هنا انتهاءالحكاية

تظلُ الحكايات مفتوحةٌ للسماء

ينبتُ على حافة القلب عشب ؛

ثم يصير العشب غابة !

مصابةٌ بالحماقة ؛ كطفلةٍ ؛ في الثلاثين

أعيدُ التعرف على الوجع ؛ أقولُ له : مرحبا

افتقدتك

و نمضي سويا يدا بيدٍ ؛ يرافقني كظلي في الطريق

ابتسمُ له كل حين

و يربت قلبي ؛ تصالحتُ و حزني القديم

مصابةٌ بالذنبِ

أعترفُ

ما كان لي اشتهاء البدايات

و الطريق بيني و بينك يطول ؛

مصابةٌ بالذنبِ

أعتذرُ عن التعلق ؛

عن عدم اتقاني لفن المسافات التي

تمنحنا براح التساؤل و البحث عن أجوبة

و مصابةٌ بالشجاعة

لتنظيف جرحي بيدي ؛ و رتق الثقوب الجديدة

في قلبي ؛ إعادةُ لهفتي لصناديقها

إعادة الشوقِ لحوانيت الذاكرة المغلقة

اعترافي بأني تماديتُ

في اتباعي حدسي ؛ و لم انسحب !

على مسافةٍ من الوجع ؛ لازلتُ أصدق ُ في المعجزات الصغيرة

و الفرح .

بأننا يمكننا التوقف قليلا هنا ؛ ثم إعادة الحكاية من البدء مثلا

او من المنتصف ؛ كطفلةٍ ؛ في الثلاثين

لا زلتُ أصدقُ في الحكايات .

مصابةٌ بالتعلق ؛ أحاول الشفاء بصدقٍ

أحاول اجادة فن المسافات

كي لا يلتفُ حول القلب / قلبك لبلاب الضجر

فتختنق .

مصابةٌ ؛ بالدراما ؛

أحاول التخلص من كل قيدٍ بالكتابة

لأنني لا أمتلك براحا للثرثرة ؛

و لا أحدا ليُصغي ؛

استبدلُ الأصدقاء بالورق ؛ و الأحبة بالحروف

و الأحضان الطويلة ؛ بالقصائد الجيدة

و القراءة ..

و النزهات الدافئة و الأغاني ؛ و مراقبة الطيور

استبدلُ الحنين إليك بارتداء المزيد من الملابس الثقيلة

و وضع الماسكرا

كي لا تباغتني ذكراك ؛ فأبكي

مصابةٌ بالدراما – أحاول الحياة – قليلا خارجي

لكنني

قليلا ما أنجح !

أثابرُ على مد خطوتي للشمس ؛

أثابرُ على ألا أنكسر ؛

مصابةٌ بالحقيقة ؛

أدركُ أني علي التحمل

و أن هناك المزيد من الألم

و أني سأنجو و أُشفى .

…………………

*شاعرة وقاصة مصرية، صدر لها حكايات النورس ـ 2012

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم