إروين شو*
ترجمة: محمد خير
كان الخطاب من والده، وحتى من نظرة واحدة إلى الخطّ المتعجل، الهزيل الملطّخ، المختلف كثيرا عن خط أبيه الراسخ، الجميل الأستاذيّ، أدرك أن ثمة شيئا ما خطأ.
“عزيزي نورمان” قرأ، “يوما ما، في المستقبل، سيكون عليك أن تغفر لي كتابة هذا الخطاب، لكني كنت أكتم ما فيه منذ وقت طويل، إذ لا أحد هنا في البيت يمكنني التحدث إليه، وبسبب حالة أخيك، فإن عليّ أن أتظاهر بالمرح والتفاؤل طوال الوقت، سواء قبالة أخيك، أو أمام أمك التي لم تعد الشخص نفسه منذ قُتل ليونارد، لقد صرت الابن الأكبر الآن، وعلى الرغم من أننا لم نتحدث سويًا بجدية في أي شأن من قبل، إلا أنك الآن قد مررت بالكثير، ولابد أنك ازددت نضجا، ورأيت العديد من الأماكن والناس.
نورمان، أنا بحاجة إلى المساعدة. لقد أخفيتُ ذلك طوال اشتعال الحرب، حينما كنت تقاتل، إذ لم يكن عادلا أن أحمّلك عبئا إضافيا، الآن انتهت الحرب، ولا أشعر أن بإمكاني التحمّل وحدي لمدة أطول، وسوف تواجه ذلك أنت أيضا حين تعود إلى البيت، إن لم تكن قد واجهته بالفعل، ولربما استطعنا مساعدة بعضنا البعض عبر مواجهته معا”
(سأغادر من هنا، هذا ممتع جدا) جاء صوت الجندي أليسون يتغنى بهذه الكلمات بهدوء، من فوق سريره النقال، ثم عاد إلى الصمت.
رمش نورمان بعينيه في الضوء الرمادي الشتوي الماطر، وواصل قراءة رسالة أبيه المخطوطة على أوراق المفكرة الجامعية البيضاء المزينة بالنقش الجميل على كل صفحة.
“لقد كنت أشعر بذلك قادما منذ وقت طويل”، واصلت الرسالة، “لكني لم أشعر به بكامل قوته إلا صباح الأحد الماضي، إنني لا أعلم مقدار ما قد تكون خمّنته عن سبب إنهاء خدمة جاكوب من الجيش، صحيح أنه قد أصيب إصابة قوية من شظية في قدمه، لكني سألت، وعلمت أن رجالا بإصابات أسوأ عادوا إلى الخدمة بعد تأهيلهم، لقد أُنهيت خدمة جاكوب لأسباب طبية لكني لا أظن أن تلك الأسباب هي إصابته في فخذه، إنه يعاني الآن مما أفترض أنه يسمّى “تعب المعركة”، ويمر بنوبات من الاكتئاب والهلوسة، لقد ظننا، أمك وأنا، أن تلك النوبات سوف تقل بمرور الوقت، مع ابتعاد ذكرى الحرب، بدلا من ذلك، إن حالته تسوء، ففي صباح الأحد الماضي، حين نزلت السلّم إلى حجرة المعيشة، وجدت جاكوب يقف بالأسفل، مرتديا زيّه العسكري القديم، منحنيا وراء النافذة، ويتلصص على الخارج”
بحق الجحيم! قال الجندي أولسون، إذا لم نحصل على الخمسة وستين دولار يمكننا على كل حال أن نذهب إلى اللوفر، يقولون إن الموناليزا قد عادت.
“سألت جاكوب ماذا يفعل؟” واصل الخطاب. ” قال دون أن يلتفت إليّ: أراقب. الـ في وان إس والـ في تو إس، القنابل الطنانة والصواريخ، إنها قادمة بالمئات.
حاولتُ أن أعقّله، فطلب مني أن أنحني لأحمي نفسي من شظايا الزجاج، ولأسايره، انخفضت إلى جانبه على الأرض، محاولا إخباره أن الحرب انتهت، وأننا في أوهايو، على بعد 4000 ميل من أقرب مكان تتساقط فيه القنابل، وإن أميركا لم تمسّ، لكنه لم يكن يستمع، “هناك صاروخ جديد” قال، “مخصص لليهود”.
ـ أسمعتم من قبل عن البانتيون؟ سأل الجندي أولسون بصوت عال.
ـ لا، أجابه ويلش.
ـ إنه مجاني.
قال ويلش: سوف أذهب.
هزّ نورمان رأسه هزّة خفيفة ورمش بعينيه قبل أن يعود إلى الخطاب:
“بعد ذلك” كتب والده،” بدا أن جاكوب، بين لحظة وأخرى، قد نسى مسألة القنابل، لكنه واصل القول إن الغوغاء قادمون إلينا مسلحين بالبازوكا والبنادق الآلية، كان يغمغم بكلام غير مترابط رائحا غاديا وهو يسأل: ما الموقف؟ هل تعلم ما الموقف الآن؟
ثم أخبرني أنه غير قلق على نفسه، فهو جنديّ ومن المتوقع بالنسبة إليه أن يُقتل، وإنما هو قلق على أمه وعليّ وعلى ليونارد وعليك، بدا كأنه نسي أن ليونارد قد مات، حاولت أن أهدئه وأن آخذه إلى فراشه قبل أن تنزل أمك، لكنه رفض، أراد البقاء للخارج كي ينضم إلى كتيبته، لقد بدا مفككا بالكامل. ثم مرّة واحدة انتزع الشريط الذي حازه بعد حصوله على النجمة البرونزية، وألقاه في المدفأة، ثم عاد يجثم على يديه وركبتيه والتقط الشريط من بين الرماد، وجعلني أعلقه مرة أخرى على كتفه، وظل يكرر “ها هم قادمون من أجل اليهود”.
في الحرب القادمة، قال الجندي أولسون، لن أكون أقل من رتبة عقيد.
كان المطر قد توقف الآن، طوى نورمان الرسالة غير مكتملة القراءة وذهب إلى الخارج، تمشّى ببطء إلى نهاية شارع كومباني، وفي مواجهة الحقول الفرنسية المشققة الخالية، المبتلة، والمهملة من قبل الجيوش المختلفة، توقف وفتح الخطاب من جديد ” أنا لا أعرف ما الذي مر به جاكوب في الجيش وفعل به هذا” كتب والده،” إنه لم يتحدث إليّ مطلقا عن الحرب، ورفض الذهاب إلى الاختصاصي النفسي، إنه يعود من وقت لآخر إلى طبيعته المرحة، يتسلّى، ويلعب كرة اليد في أوقات بعد الظهيرة ويخرج بصحبة الكثير من البنات، لكنه لا يتوقف، في الآن نفسه، عن التهام جميع التقارير عن معسكرات الاعتقال، وقد رأيته يبكي حين أوردت الصحف أنباء مقتل مئات اليهود في طرابلس الليبية قبل وقت مضى.
الشيء الفظيع يا نورمان، هو أنني أقترب من الإيمان بأن تلك التصرفات، من شخص يهودي، ليست أمرا عصابيا في هذه الأيام، ربما كان جاكوب هو الشخص الطبيعي، وأكون أنا-إذ أمارس عملي، معلّمًا الاقتصاد في قاعات الدرس الهادئة، متصنّعًا الاقتناع بأن العالم مكان منظم ومفهوم، هو الشخص المجنون.
إنني أناشدك مرة أخرى أن تغفر لي أني أكتب إليك خطابا كهذا، شديد الاختلاف عن أي خطاب أو حوار كان لي معك، لكن الأمر يخنقني أيضا، إني لا أرى صواريخ أو قنابل، لكني أرى أشياء أخرى.
أينما تذهب هذه الأيام، مطاعم، فنادق، نوادي، قطارات، تسمع حديثا عن اليهود، حديثا خبيثا، كارها، قاتلا. كلما قلبت صفحة في جريدة، تقرأ خبرا عن يهود قُتلوا في مكان ما في أنحاء الأرض، وثمة صحف كبيرة التأثير، وكتُاب أعمدة معروفين يزيدون كل يوم حديثهم صراحة ورواجا، يوم مات روزفلت، سمعت رجلا ثملا يصيح خارج البار “أخيرا خرج اليهودي من البيت الأبيض”. وبعض الرجال الذين سمعوه ضحكوا ببساطة. ولا أحد أسكته. ويوم الانتصار على اليابان، أثناء الاحتفالات، اعتدى رجل عصابات في لوس أنجلوس بوحشية على كاتب يهودي، أصبح من الصعب أن تعرف ماذا تفعل، من تقاتل، وأين تبحث عن حلفاء؟
قبل ثلاثة أشهر -على سبيل المثال، توقفت عن مباريات بوكر ليل الخميس، بعد أكثر من عشر سنوات من اللعب مع نفس الرجال، فقد قال جون رايلي إن اليهود قد أثروا من وراء الحرب، وحين طالبته باعتذار عما تفوه به، رفض، وحين نظرت حولي إلى وجوه الرجال الذين كانوا أصدقائي لفترة طويلة للغاية، استطعت أن أرى أنهم ليسوا بجانبي، وحين غادرت المنزل، لم يلق أيا منهم عليّ تحية المساء، لقد كنت أعلم أن هذا السمّ بدأ الانتشار إلى خارج ألمانيا قبل الحرب وأثنائها، لكني لم أكن أدركت أنه اقترب إلى هذا الحد.
في محاضراتي بفصول الاقتصاد، صرت أجد نفسي متحوّطًا إلى درجة الغباء، فأتردد في إضفاء الثناء على أي كاتب أو فعل ليبرالي، وأجد نفسي، بطريقة ما، منزعجا ومرعوبا من رؤية أي مقال ينتقد الانتهاكات الحالية موقعا باسم يهوديّ، وأكره أن أرى أسماء يهودية في اللجان المهمة، وأكره أن أقرأ ليهود يقاتلون من أجل الفقراء، المظلومين، المخدوعين والجوعى. بشكل ما، حتى في البلد الذي عاشت فيه عائلتي لمئة عام، حقق العدو انتصاره الصامت عليّ، بجعلي أتبرأ من القضايا التي أؤمن بها، عبر وصفها بالأجنبية، الشيوعية، مستخدما الأسماء اليهودية المتصلة بها كذخيرة ضدها.
“الأسوأ على الإطلاق، أنني وجدت نفسي أبحث عن الأسماء اليهودية في قوائم المصابين، وصرت أسعدُ خفية حين أجدها هناك، كدليل على أننا ها هنا، ولو بين القتلى والمصابين، ننتمي.
ثلاث مرات -والشكر لك ولأخويك -وجدت اسم عائلتنا في القوائم تلك، وإزاء الثمن الذي دفعتَه من دمك ومن حياة أخيك، شعرتُ، من بين دموعي، وليسامحني الرب على ذلك، بوخزة من الرضا.”
“حين أتصفح جريدة، وأقرأ قصة أخرى عن يهود لا يزالون يقتلون في بولندا، أو يهود آخرين يطالبون باستعادة بيوتهم في فرنسا، أو يطلبون السماح لهم بدخول بلد ما حيث لا يكونوا عرضة للقتل، فإنني أشعر بالانزعاج منهم، أشعر أنهم يضجرون بقية العالم بمشكلاتهم، يقدمون مطالباتهم إلى العالم بواسطة أن يقتلوا، يزعجون كل شخص بجوعهم، وبطلبهم أن يعودوا إلى ملكياتهم.
فقط لو أن بإمكاننا أن نسقط جميعا من على قشرة الأرض ونزول في ساعة واحدة، بأبطالنا وشعرائنا وأنبيائنا وشهدائنا، ربما لأسدينا بذلك خدمة إلى ذاكرة العرق اليهودي.
هذا هو شعوري اليوم، يا بنيّ، إني أحتاج إلى بعض المساعدة، إنك شاركتَ في الحرب، قاتلت وقتلت رجالا، ورأيت أناسا من بلدان أخرى، ربما تفهم الآن أشياء لا أستطيع أنا فهمها، ربما ترى بعض الأمل في مكان ما. ساعدني.
والدك المحب”
طوى نورمان الجواب ببطء، دون أن يرى ما كان يفعل لأن الدموع كانت تحرق عينيه، تمشّى ببطء ودون هدف خلال العشب المبلل الميت للحقول الفارغة، وبعيدا عن المعسكر، حاول أن يمسح دموعه، لأنه، بعينيه الممتلئتين والمظلمتين، ظل يرى أباه وأخاه جاثمين أرضا في غرفة المعيشة ذات الطراز القديم في أوهايو، وظل يسمع أخاه، في زيه العسكري القديم المنبوذ، يردد: هناك صاروخ جديد، مخصص لليهود.
تنهّد، ناظرا عبر الأرض الكئيبة المهدرة، “الآن”، أخذ يفكر، “الآن عليّ أن أفكر بالأمر”. وشعر، بشكل طفيف ولا منطقي، بوخزة غضب تجاه والده، لأنه واجهه بضرورة التفكير في الأمر، الجيش مكان جيد للمشاكل الجدية، فبينما تقاتل، تكون أكثر انشغالا، ورعبا، وتعبا، من أن تفكر في أي شيء، وفي بقية الأوقات تكون مسترخيا، واضعا عقلك فوق الرف، مؤجلا كل شيء إلى الأوقات مستحيلة الجمال والصفاء بعد الحرب، حسنا، الآن، ثمة ذلك الوقت الصافي، الجميل، المستحيل، وثمة أباه، يطالبه بأن يفكر. هناك كل الأنواع من اليهود، فكّر: هناك اليهود الغارقين، في كل لحظة يقظة، بالمعرفة اليهودية، الذين يرون إشارات ضد اليهود في كل ابتسامة في الطريق، في كل همسة، الذين يرون المذابح في كل مقالة بالصحيفة، التهديد في كل تغيير في الطقس، السخرية في كل مصافحة، والموت خلف كل باب مغلق. هو، نورمان، لم يكن كذلك، كان شابا، ضخما، صحيا وهادئا، طيلة حياته كان محل حب الناس على اختلافاتهم، في الجيش كما في خارجه، في أميركا خصوصا، ما كان يجري في أوروبا كان بعيدا، غير حقيقي، غير ذي صلة به.
الترانيم، كهول يهود ملتحين يحترقون في أفران النازية، نساء سود العيون يصلّين بالبولندية والروسية والألمانية بينما يتم دفعهن عاريات إلى غرف الغاز، كل هؤلاء بدوا بالنسبة إليه كأطياف، تكاد ألا ترتبط به على أي نحو، تماما كما قد تمثّل لرجال يسمون دواير، ويكرشام وبول ممن كان يشاهدهم في الاستاد يلعبون كرة القدم.
في أوروبا، بدأ هؤلاء المعذبون يبدون أشد صلة به أكثر وأكثر، في المدن التي تم استردادها من الألمان، استوقفه بتواضع رجال ذوو وجوه نحيلة رمادية، كانوا ينظرون إليه بتفحص، يتطلعون طويلا إلى وجهه الطويل المتسخ أسفل الخوذة، ثم يسألوه: أأنت يهودي؟
أحيانا كانوا يوجهون السؤال بالإنجليزية، بالفرنسية أحيانا أخرى، وأحيانا باليديشية، هو لا يعرف الفرنسية ولا اليديشية، لكنه تعلّم أن يميّز السؤال، وإن لم يفهم أبدا لماذا يوجهونه إليه، خصوصًا أنهم لم يطلبوا منه أي شيء، بل نادرا حتى أن تحدثوا إليه، ثم، في أحد الأيام في ستراسبورغ، استوقفه رجل عجوز محنيّ الظهر وامرأة قبيحة صغيرة الحجم، وسألاه، بالإنجليزية، إن كان يهوديا؟
“نعم” أجاب مبتسما إليهما، ابتسم العجوزان ابتسامة واسعة، كالأطفال.
“انظري”، قال الرجل العجوز لزوجته، “جندي أمريكي شاب. يهودي، كبير جدا وقويّ”، وأخذ يربّت على ذراع نورمان بأطراف أصابعه. ثم لمس البندقية إم1 التي كان يحملها نورمان، مضيفا “ويا لها من بندقية جميلة”.
هناك، وللحظة، ورغم أن نورمان لم يكن حسّاسا بصفة خاصة، أدرك إلى حدّ ما لماذا كانوا يستوقفونه كثيرا ويسألوه، لقد كان هنا، بالنسبة إلى هؤلاء العجائز المنحنين المتعبين، الذين دمرت عائلاتهم، وألِفوا الفرار والموت لسنوات طويلة، رمزا لاستمرار الحياة. شاب ضخم في زيّ المحرر، دماؤه، كما اعتقدوا، من دمائهم، لكنه لا يختبئ، لا يرتجف في الخوف والعجز، بل يخطو آمنا ومنتصرا في الطريق، مسلحًا وقادرا على إلحاق الدمار بأعدائه.
قبّل نورمان المرأة العجوز على الخد فبكت، ووبّخها زوجها على ذلك وهو يصافح نورمان بحماس وعرفان قبل أن يودعاه.
بالتفكير في تلك اللحظة مجددا، عرف أنه كان من السخيف ادعاء تلك الصورة، حتى قبل جواب والده، كان كأيّ جندي أمريكي آخر يخوض الحرب. حين وقف أمام جثة جنرال الـ إس إس الميت، بوجهه الذي فجّره برصاصاته في ذلك المستودع في كوبلنز، وأخذ المسدس من اليد الميتة، ذاق نوعا غريبا إضافيا من الانتصار. كم من اليهود قتل هذا الجنرال؟ هكذا فكر، كم هو من المناسب أنني أنا من قتلته.
لا أولسون ولا ويلش، اللذان هما بمثابة أخويه، كانا سيشعران بمذاق كهذا لحظة انتزاع المسدس، كانت فوهته لا تزال ساخنة بتأثير آخر رصاصة أطلقها الجنرال قبل موته، وقد قرر أنه سيأخذ ذلك المسدس معه إلى أميركا، سوف يسدّ فوهته ويحفظه فوق مكتبه في المنزل، كإشارة غامضة، نصف مفهومة، أن ثمة عدالة قد تحققت مرة وأنه كان أداتها.
ربما، فكّر مجددا، من الأفضل أن أعود به معي، لكن ليس كتذكار، ليس بفوّهة مغلقة، بل محشوّا، إن أميركا الآن مكان غريب بالنسبة إليه، لقد ابتعد عنها لفترة طويلة ولم يعد واثقا مما ينتظره حين يعود إلى البيت، فلو جاء الغوغاء عبر الشارع، وهاجموا منزله، فإنه لن يستقبل الموت بالترنم والصلاة.
……………………..
*إروين شو (1913-(1984. كاتب أميركي، روائي وقاصّ ومؤلف سيناريو، ولد في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وتوفي في دافوس بسويسرا، شارك كجندي في الحرب العالمية الثانية، هذا المقطع بالأعلى جزء من قصته الطويلة “فعل الإيمان” التي نشرت أولا في النيويوركر، ثم نشرها الكاتب مع إحدى عشر قصة أخرى في مجموعة حملت عنوان “فعل الإيمان وقصص أخرى” سنة 1946.