فيما وراء الشارع الذي خلت صغيرا أن العالم ينتهي بعده
إشارة مرور قديمة وشبح شرطي مسن على مفرق تجتازه
لأضواء ناعسة في ليل ندي
هناك.. مسرح منوعات منسي
حيث الفقرات تعرض على خشبة ضيقة
اصطف المتفرجون في مدرجين على جانبيها
أنت متفرج وناشط بالكواليس
تراوح وجهة نظرك بين المكانين
من إشارات لحيوات صاخبة
ووعود بملذات مستدامة
إلى حيث السلامة
أهون من الندم
الذي هو في خفة رغاوي البيرة“
هكذا كان تعرفي على ياسر، قبل أن أخوض في “قانون الوراثة” والتي قد يظنها من يقرأ أنها لصيدلي أو كيميائي عتيد. “أستاذ ياسر” كما كنت أقول له في بداية كلامي معه، حتى قال لي “ماتفكك من أستاذ دي” فكيتني من أستاذ لكني مازلت حريصا على التمسك بأستاذيته عمليا، فهو صاحب عين لاقطة وحساسة ناحية “النشاز” في قراءته كمحرر. ياسر مراقب العالم الأكثر حكمة، من وراء زجاج هدوئه المبطن بسخرية خاصة. مزاجه منضبط كلغته تماما.. بالمناسبة إيقاع لغته وحده من الأشياء التي تثير غيظي الخاص، كيف يقدر على أن يفصّح الكلمة العامية، أن يضعها في المكان المناسبة لها، السرد شديد السلاسة، بعيدا عن الموسيقية الرثة التي يتعسفها كتاب كثيرون، لا موسيقية الإيقاع أو الغنائية الصاخبة من وراء الكلام لا، مع ياسر في الكتابة كل شيء في مكانه الصحيح
لستُ موضوعيا في الكتابة عمن أحب، وأحيانا أرتبك في أن أكتب ذلك بصورة غير فنية، لكني بالبلدي كده مفتقد وجوده بجسمه لا بروحه فقط –كليشيه من باب الإفيه- وأجرب أن أتـصعلك معه بعض حكاياته التي يسردها بكتبه، ياسر صانع بهجة يخصني وقد غير مفاهيم كثيرة داخلي عن الشعر والأنثى والسينما..وبفارغ الصبر أنتظر قدومه “ماتنجز وتيجي بقى يابلد“