عِنْدَ الهَاوِيَّة أُطَرِّزُ صَمْتِي

موقع الكتابة الثقافي writers 7
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

إبراهيم قازو*

 

 

1 –

كَأنِّي أحْيَا
أُغَنّي سِيرَة الغَيْمِ
فَيَضْحَك النَّهْرُ 
في صَدْرِي

 

كَأنِّي أحْيَا
أُلَوِّح لِلْوَرْدَة
فَتَسْقُطُ أَصَابِعي
عِنْدَ ما تَبَقَّى مِنْ ظِلِّها

 

كَأنِّي أَحْيا
أَضَعُ مَوْتِي في جُيُوبِ
القَصائِد
وَ أَلْهُو بِرَذاذِ الرُّوح

 

كَأَنِّي أَحْيا
أَرْمِي الأَشْجارَ بِالدَّهْشَة
فَتَطيرُ العَصافِير
كَأَحْلام قَديمَة

– 2 –

بِعُنْف
يَطْرُقُ الخَريفُ البَابَ
وَ بِهُدوء 
تَرْشُفُ القَصيدَةُ
قَهْوَتَها الإيطالِيَّة

– 3 –

لا وَقْت
كَيْ أُرَتِّق
خِرَقَ الفَراغِ
التي تُداعِبُها الرِّيحُ
عَلى حَبْلِ الذَّاكِرَة

– 4 –

مُزْهِراً بِالأَلَم
أَخْطو جِهَةَ العَدَم
فَتَتْبَعُني فَراشَاتٌ
ضَيَّعَتْها الحَدائِقُ
في لَيْلِ الحِكَايات
القَديمَة

– 5 –

الشَّاعِرُ الَّذي أَنْهى لِلتَّوّ
قَصيدَةً في الحُبِّ
الشَّاعِرُ نَفْسُهُ يُنَظِّفُ بُنْدُقِيَّتَهُ
كيْ يُشارِكَ بَعْد قَلِيل
في مُباراةِ رَمْيِ الحَمَام

– 6 –

عِنْدَ الهَاوِيَّة
أُطَرِّزُ صَمْتِي
قَمِيصاً لِلْوُجُود

كَأنِّي كُنْتُ
كَأنِّي لَمْ أَكُنْ

– 7 –

وَجْهي
وَهَبْتُهُ للرِّيح

وَ لِلْهَباءِ قَلْبي

تَائِهاً
أُفَكِّرُ في الغَيْمَةِ
كُلَّمَا النَّهْرُ وَبَّخَ
الشَّجَرَة

– 8 –

كَأَيِّ شَاعِر بِمِزاج خَاسِر
سَأُدَخِّنُ أَحْلامِي
حَتَّى آخِرِ قَصِيدَة
وَ أَنا أُطِلُّ مِنْ شُرْفَة 
في الرَّأْسِ
لَنْ أُلَوِّحَ لِأَصْدِقَائِي القُدامَى
كَيْ لا تُصِيبَهُم عَدْوَى
المَجازِ
فَيَرْمُونَنِي بِالجُنونِ
وَ تَصْعَدُ مِنْ قَمِيصِي
غَيْماتُ عِطْر
تُمْطِرُ في قَلْبِها
فَتَتَدَلَّى مِنْ شَفَتَيْها
فَاكِهَةَ الحُبِّ

– 9 –

وَحْدَها تَفْهَمُنِي
عُزْلَتِي
كُلَّمَا غِبْتُ تُصَفِّقُ
للرِّيح
وَ تَجْرَحُ بِعَيْنَيْها كَفَّ السَّماء
وَحْدَها عُزْلَتِي
تَحْنُو عَلى مَا يَسْكُنُ في القَلْبِ
مِنْ مَجَاز
وَ تَفْتَحُ للرُّوحِ نَافِذَةَ
الحُقُول

– 10 –

لَمْ تَعُدْ لِي أَصَابِع
كَيْ أَقْرَأَ وَجْهَ الوَرْدَة
وَ لِأَنِّي أَعْمى
أَضْحَكُ دَائِماً نِكَايَةً
فِي الطَّريق

– 11 –

تحت شجرة العزلة
كطفل ألهو بالغيمات
ثم أرميها في وجه العالم
قصائد

 

يد النهر تمسح الجذع
فتضحك الفاكهة

 

من بعيد يأتي عواء
و قلبي ناي يصدح
خلف قطيع أوهام
نسيه المساء

– 12 –

لوْ كنتُ شجراً
بِقليل من الحظِّ
أو حجراً

 

لو بقليل مِن الحظِّ
كنت ماءً
أوْ حبَّة رَمْل في صَحْراء

 

لَوْ لمْ أكُن
وَبِقليل مِن الحظِّ
ارْتاحَتْ مِن تِيهي
الطُّرقات

– —————————————–

* شاعر من المغرب

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم