عمر غراب
رُدّي إلىّ تَميمَتي و مَجَازِي ..
هذا الزِّحَامُ الهَشُّ مَحْضُ دُخَانِ /
أيْقَنْتُ أنّي قدْ أضَعْتُ رَسَائلي:
فالآنَ حُلّتْ عُقْدَتي و لسَاني ـ
لوْ كانَ شَاعرُها تَسَمَّرَ وَاجِمَاً..
فلأنّ قَلْبَكِ كمْ أزاحَ حَنَاني /
تِلْكَ الّليَالي العَاصِفَاتُ ضَرَاوةً:
تَنْهَشْنَ أوْرِدَتي و دِفْءَ مَكَاني ـ
هل تعلمينَ ؛ فكلُّ عُمْرىَ آسِفٌ..
إذْ كمْ يمرُّ و ليسَ تلتقيانِ /
ظِلُّ الثّواني حَائرٌ في دَاخِلي:
يَمْتَدُّ و الإيقَاعُ مِلءُ كِيَاني ـ
مَاذا فَعَلْتِ و أىُّ دَرْبٍ شَائكٍ ..
و تركْتِ أحْلامي بلا عُنْوَانِ /
تَئدِينَ أشْوَاقَ الصَّبَاحِ مَلُولةً:
فَيَرُوقُ عِطْرُكِ للمَدَىَ الفَنّانِ ـ
فَتَنَتْ عليكِ حرُوفُكِ الخَضْرَاءُ ..
وَ تَراقَصَتْ في شَدْوّ قَوْسٍ ثَانِ /
فإذا نَظَرْتِ يُشَكِّلُ العِشْقُ الضُّحَىَ:
و إذا مَضَيْتِ وَقَرْتِ في إمْعَاني ـ
هَاتي الحَكايا و الجنُونَ و عَلِّقِي ..
في نُونِ عَيْنِي رَفَّةَ النِسْيانِ /
خَطَرَتْ علىَ جيمِ الجَمَالِ وَمَا نَأتْ:
إلا لتُبْدِعَ رَوْعَةَ الإنْسَانِ ـ
صَادرْتِ أشْياءً بَرَانا حُبُّها ..
حتّىَ تَغَرَّبَ شاطيءُ الألْوَانِ /
وَ علىَ مَسَاراتِ الحَيَاةِ وَقَفْنَ لي :
أكْبَادَ أسْفَارٍ من النِّيرَانِ ـ
أحْوالُ رُوحي كُلُّها لمْ تَنْهنِي ..
عَنْ وَصْلِ روحٍ حُرّة الذّوَبانِ /
سَاءلتُها يوماً ؛ أحبّكِ مَا أرىَ:
فتسلَّلَ الهَمْسُ الحزينُ أتَاني ـ
كُوني كأنْتِ فرادةً لا تَنْتمي ..
لخَيَالِ أرْوقةٍ و بعضُ أمانِ /
أعْناقُ أرْواحِ النَّخِيلِ تمنّعتْ:
و سرَتْ إلىَ الأوْقاتِ و الأوْطانِ ـ
فأنا وَ صَمْتُكِ و الغِنَاءُ وَ وَرْدَتي ..
نَهْرَانِ مُرْتَفِقَانِ مُنْتَفِضَانِ /
سَاوَمْتُ هذا اليومَ وصْلاً قَاتِلا:
ليصُبَّ في قلبي ذُرَىَ الأكْوَانِ ـ