نصحني الدجال أن أتوقف عن الصلاة , ذلك لأن الله يحول بين المرء و قلبه بينما قلب المرء يحول بينه و بين صلاته, نصحني صديقي أن اقطع علاقتي بالأفيال أما سيسحبونني عنوة إلي غاباتهم متسربلة بخرائهم و أم انقطعت أذيالهم من شدة تمسكي بتا و قطعا لن اقوي علي انتقام فيل بريء.
كيف يسألني ببراءة هكذا لماذا لا تشربين البيبسي؟؟ كأنني لا أدرك المجازات أو أن الفخ الذي أعده بسؤال مفاجئ كهذا يصلح لعارفة مثلي , طويت عيونها بلفافة تبغ و دسستها في سؤاله و مضغتها جيدا ثم بصقتها في وجهه.
تصورت أن الضوء الشديد و نظارتي الطبية سيريانني الطريق لكني لا ادري كيف يهاجم ضباب بهذه الكثافة غرفة لا تري الهواء بالأساس. ربما انقض الضباب من أجهزة التكييف الباردة, هواءها يحمل رائحة الموتى لهذا لا يهمني أنني رغم كل هذا الضوء لا اعرف وجهتي فقط اخشي أن يكون الموت مختبئ داخل هذا الضباب.
يقول صديقي: لن يحبك الله لأنك لا تتعلمين دروسك و الله لا يحب الأغبياء , تقول أمي: لن يحبك الله مادمت لا تحبين العاهرة , يقول النادل :لن يحبك الله مادمت لا تجيدين الغناء بينما جدتي تبكي في منامي بصفة مستمرة و تقول: هو ربنا إدى علمه لحد؟؟ , يقول الطفل الرضيع كلاما لا افهمه و يقول الله:(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) و أنا لا اعرف ماذا أقول.
ينبغي ألا يتغير وجه أمي, أن يظل هكذا ابيضا مشرقا و طيبا, لا يجب أن يسقط شعرها بهذا الشكل و لا يحرق الألم الحدقتين فيختزل عمرا كاملا. أمي لا تجيد الشر حتى لو ادعت ذلك أو روجت له كما تروج لطاجن بطاطس تعده بجدارة.أمي ملكة الدعاء بلا منازع حتى أنها تعنف الله رافعة يديها كيف يصيب أطفالي كل هذا الوجع؟! أمي لا تكون ذاتها إلا بالملاهي حين تركب الأرجوحة العالية ممسكة بغزل البنات بكف و قرص الشمس بالكف الآخر ربما لا تصلح مرضعة للأنبياء و ربما لا يخرج يماما من كفيها لكنها لا تعبأ بهذا بالأساس . أمي لا تجيد الفصحى و لا الانجليزية و لا الفرنسية لكنها أفضل من يغني (يا رب تنام و ادبحلك جوزين حمام , متخافشي ياادي الحمام) فيحط الحمام علي كفيها آمنا؟.
خاص الكتابة