أولاً: لأن عمر لديه هذه القدره الفريده أن يجعلك تشعر أن هذه الموسيقي هي لك أنت خصيصاً.
ثانياً: لأني حين أنظر إلي أهم المحطات في حياتي أستطيع سماع موسيقاه في الخلفية بوضوح.
في عامي العشرين وأثناء إعدادي المحموم لمشروع التخرج والذي كان عبارة عن برنامج
إذاعي يتخلله حملات إعلامية، كنت أستمع وبكثافة لموسيقاه، وأثناء إعدادي لإحدي الحملات
كنت أبحث عن موسيقي مناسبة للكلمات التي كتبتها للحملة؛ بل بالأحري كنت أنتظر تلك
الموسيقي أن تأتيني.
كنت أعرف بشكلٍ ما أنها سوف تأتيني.
لم أكن أعرف كيف، كنت فقط متيقنة أنها سوف تأتي.
من داخلي أم من حولي؟! ..لا أعرف لكني انتظرتها.
وقد أتت بالفعل، أثناء استماعي لألبوم “غوايش” تهادت إلي سمعي.
لن أنسى ما حييت ذلك الشعور الذي خالجني حين وجدتها.
مزيج من الفرح والفخر والدهشة والسعادة والامتنان.
لكأنها كتبت خصيصا ً كلحن للكلمات التي قمت بتأليفها؛
ثم اعتراني شعور بالقلق حيال أخلاقية الاستعانه بالموسيقي دون الرجوع لمؤلفها؛
لكن حين سألت بعض المختصين طمأنوني أنه طالما أن الأمر يتم في إطار التدريب،
وليس لغرض ربحي فلا توجد مشكلة واطمأنيت لرأيهم واستعنت بها .
…………..
مرت السنوات وبدأت في كتابة الشعر، وظلت موسيقي عمر تصاحبني كالملاك الحارس أثناء
الكتابة.
تلك الموسيقي التي تحمل في طياتها الحب والشغف والألق والشجن والنصرة .
تلك الموسيقي التي تجمع بين انطلاق الصبا وحكمة النضج في انسجام روحاني.
أنفعل بها..أترك العنان للأنغام والإيقاعات كي تقود أصابعي علي الكيبورد وكأنني أعزف علي
البيانو – العزف علي البيانو تلك الأمنية التي طالما راودتني ولم أتمكن من تحقيقها ؛ ها أنا
أحققها بشكل مختلف- وفي تلك اللحظات المتدفقه الصاخبة الشرسة الفريدة الجميلة الثرية
الخالدة.
في تلك اللحظات المقدسة أعرف ذلك النوع من السعادة الذي لا يهبه إلا الفن.
وأخضع لهذا النوع من العلاج الذي يشفيني دون أية آثار جانبية.
وأعود إلي عامي العشرين كأنني لم أغادره قط.
أعود إليه محملة بكنزٍ من موسيقي وكلمات.
خاص الكتابة