نحن قد نرفض بعضا مما يكتبه مصطفى غير أننا لا نرفض منطقه في التفكير ، ألسنا ضد تأليه الأشخاص ؟
لا ينظر ذكري إلى رامبو باعتباره شهابا في سماء الشعر الحديث ، كانت صوره الشعريه الغنائية المأخوذه بوحي من ربات الفنون الإغريقية والشخصيات التاريخية والخطابة بثوبها الشيشروني لا تحقق له أية متعة جمالية
” كنت أفضل القراءة عن سيرته الذاتية طالما أن إنجازه الوحيد كما أراه يكمن في الجمع المراهق بين الشعر والتجارة ” ، وهكذا لا يصبح رامبو ” مهندس العالم ” وإنما يأخذ مكانه الطبيعي في كادر الضحايا !
كما أن الدأب على القراءة قد لا يحمل المعنى الإيجابي دائما ، ولكنه قد يثير الغيظ كما في حالة نجيب محفوظ : ” كنت أصطدم بطريق الصدفة طوال سنوات بذوق الرجل الكبير عندما يتحدث عن الكتاب الذين يحبهم ، وعلى رأس قائمته المفضلة العراب الروسي تولستوي ، وهذا مناسب كثيرا لذوقه التقليدي ، لكنه عندما يذكر دوستويفسكي أو بروست أو كافكا ، كنت أتميز غيظا ، وأقول في نفسي : ما له ومال هؤلاء ؟ ” ، رفض ذكري هنا نابع من كراهيته فكرة التجاور الفني التي يحاول البعض إعلاءها ، وهذا مبرر في كتاب لا يحتفي إلا بالجماليات التي يعشقها مؤلفه!.
ثمة حالات طفولية يعطيها ذكري مساحتها ، منها الهواجس غير المفهومة التي تضغط على العقل ، ومنها هاجس ابنة شارلي شابلن وأمه . أخرج الممثل ريتشارد أتنبرو فيلما عن شابلن ، وكانت جيرالدين ابنة شابلن تقوم في الفيلم بدور أم شابلن : ” ظلت المفارقة معي سنوات ، الابنة هى الأم في الوقت ذاته ، ولما كانت الحقائق الواقعية تستوي عندي مع الحقائق الخيالية ، فقد بقيت المفارقة تضغط على عقلي من حين إلى لآخر مثل أعراض مرض يزدهر بشكل دوري” !
يحاول ذكري في يومياته أن يفهم العالم ، يسخر ويعلي ويحط من قيمة أفكار البعض رافضا مبدأ التجاور الفني ، فأحيانا نحن نحتاج إلى استخدام ” أفعل التفضيل ” رغم مخاطرها الشديدة في تكوين أعداء