ذكرني بإجابة أي شخص عند سؤاله عن حاله فيقول: “بخير أربعة وعشرون قيراطاً” هذا تعبير شائع في مجتمعنا، وبمعرفة أن أربعة وعشرين قيراطاً تساوي فداناً من الأرض الزراعية أي إنه يتحول لواحد صحيح، كل لا يتجزأ. لذلك كل المعلومات المتاحة من هذه الصورة تساوي تلك القيمة من مسميات مثل إمكانياته المادية، مكان المسكن وتفاصيله، نوع العمل، العمر وغيرها. لكن من يستطيع الاقتراب من الأربعة والعشرين مربعاً في القلب. لم تكن البيانات تحوي ذلك.
تلك الحفرة بداخلي ما أردتُ ملأها منذ عمر السادسة عشر وفشلت. كيف تملأها الآن 4×6 . هل من الخيال ومن دروب المحال أن يرسل أحد العرسان صورة له مرسومة بالزيت أو بالفحم أو حتى بأقلام الرصاص. لعل ذلك أصعب من النوق الحمر في عهد ليلى. هل من الخيال ومن دروب المحال أن يرسل أحدهم صورة فوتوغرافية له في مكان يحبه أو مع أشخاص يهمه أمرهم أو أثناء ممارسته لأمر يعشقه. إنه يحيا في تلك الصورة. شخص أراد أن لا يدفن كل ما يملكه بقبرٍ صغير مساحته 4×6.
العريس حلم يراود كل فتاة والحب حلم يسكن كل قلب لكن هذه أحلام تحتاج للوحة من لوحات الفنان البلجيكي ماجريت. كان تمزيق صور 4×6 الحلم المفضل عندي الذى أدعو له كل البنات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبير عبد العزيز
شاعرة – مصر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة رسوم بالأقمشة للفنان: إبراهيم البريدى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاص الكتابة