خلق العاشق من جسد المعشوق
لكي يصطفيه
وكي يشتهيه
ويسكن فيه
تبارك من خلق الشهقة في شفة المعشوق
والرجفة في جسد العاشق
فافترقا كي يجتمعا
واجتمعا كي يفترقا
وجماع الجسدين هو الفارق
دخل العاشق دنيا
وأفرغ ماء حياته في المعشوق
وما بين ألف غروبٍ.. ألف شروق
يخرج من غسق الدنيا
مخلوقاً يخرج من جسد المخلوق
ليسكن قلب الخالق
يظل السرير وحيداً
لا عاشقٌ يتمدد فيه ولا عاشقة
بيوتٌ مهدمةٌ
مُدُنٌ غَارِقَة
لا أحد، لا أحد
يتقلب فيه، عليه
لأن الغريب بعيد
لأن الحبيب بعيد
وكان السرير ينام بحضن الجسد
مرتشفاً في الظلام ندي الروح
وهي تغسل أردافها
في مياه الأبد
وكان السرير يجوع ويجهش في صمت
لا وقت، لا وقت
فالغريب بعيدٌ وليس لعودته موعد
ربما عاد قبل ملاك الموت
ببضع دقائق
أو بعد ملاك الموت
بساعات
لَمْ يَعُدْ الْوَقْتُ يُقَاسُ، فَقَطْ يُنْسي
وَيُدَاسُ
بأقدام من هرولوا هاربين
من جسدٍ لجسد
ومن بلدٍ لبلد
يظل السرير وحيداً
وقد فقد الذاكرة
مِنْ كَثْرَة الصَّدِّ وَالرَّد
ما أكثر العدد
فكم راهبٍ فوق هذا السرير تمدد
وكم عاهرة
قَدَّمَتْ لِلْجِيَاعِ قَرَابِينَهَا الطاهرة
قبل أن يرجموها
عليه
وهي عارية، ترتعد
يظل السرير يسافر في بحره
بين جزرٍ ومد
يتلوي من البرد والوجد
ويعود وحيداً إلي ليله
لا أحد، لا أحد
لا عاشقٌ ولا معشوق
لا خالقٌ ولا مخلوق
سيرد لهذا السرير الروح
أو يعيد لهذا السرير الجسد.