مصعب السيد*
لا أكمل عشر خطوات
إلا وتعثرت؛
أحيانًا في حجرٍ كبير،
وأحيانًا في بركة ماء،
وأحيانًا في اللا شيء.
ربما بحكم العادة،
أو ربما هذا ما وصل لجسدي
كمفهوم عن المشي.
يهزأ مني أخوتي،
وأحذيتي البالية،
وأقدامي المتورمة
وتجمعات الدم المحبوس السوداء على أصابعها.
وتؤنبني أمي
تقول لي أن أنظر أمامي وأنا أمشي
وأنا لا أعرف ردًا
هل أضيف رومانسية كاذبة إلى الأمر،
وأخبرها أن هذا بسبب كوني شاعرًا
وأنني أسير باحثًا عن القصائد بين أغصان الشجر،
وفي لوحات السحب،
وفوق أعمدة الإنارة،
وبين أسلاك الترام والتليفون؟
هل أجيبها إجابة كلاشيهية وأخبرها أنني عندما أقع على وجهي
أقوم أقوى
وأنه ينقصني ثلاث وقعات فقط
لأصبح أقوى رجلٍ في العالم؟
أم أخبرها ما أظن أنه حقيقي؟
أنني أكره الشَعر في وجهي
والتفكير
والسنة الدراسية الأخيرة
ومصيري المحتوم في أن أغدو ترسًا آخرًا في عجلة الحياة.
أنني أخاف مواجهة العالم،
وأنني أتمسك قدر الإمكان بفكرة أنني ما زلت طفلًا
بأنفٍ سائلٍ
ودموعٍ قريبة
ويدٍ صغيرة
لا يكمل عشر خطوات
إلا وتعثر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القصيدة الفائزة بجائزة الشاعرة هدى حسين لقصيدة النثر يونيو 2020