طرق أخرى للنجاة

نجوى شمعون
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

نجوى شمعون

نُريد طرقاً أخرى يا الله للموت

غرقاً من الضحك

نريد مسلة لتأخذنا لعوالمنا المُخبأة في يدك

وسلسلة المفاتيح الكونية

لأبواب كثيرة مُعلقة تنتظر صحوتنا

نُريد موتاً هادئاً لا ضجة فيه ولا لوم الضحية على موتها

نريد مثلاً:

أن تدوس فراشة على قدم فيل

فيضحك الرمل في حجارة البيوت

نريد أن ترفع راقصة الباليه صدرها قليلاً

ليكبر القمر

لا هو محاق ولا قمر العشاق

نريد أيضاً

أن يدهس رجل عاشق قطاراً للنازحين

ويتركهم صرعى الضحك

ويعود كل منهم لبيته مازحاً

كان الموت على مقربة منا

لكنه على غير العادة

تركنا ضاحكين

ألم يكن في مقدوره مثلاً

أن يعطينا من نهره لو قليلاً من النبيذ

وبعض الحليب لأطفالنا الجوعى

كسرة خبز جافة

نبللها بالدموع ونأكلها

بخفة ينادي الموت علينا

هكذا نريده

لم ينفذ تعليماتك بالكامل يا الله

وتركنا نازفين

ينقرنا بعين واحدة

يحمله اليأس والانتظار

حتى آخر رمق

ساحباً الروح كخيط مسبحة في يده

الجثة أيضاً تنتظر من يسحبها هناك

نُريد طرقاً أخرى يا الله للموت

غرقاً من الضحك

كأن تضعنا مرة واحدة في المسرح

ونموت من الضحك

من شخوص المسرحية ومن المسرح

وكاتب السيناريو

ومخرج كل هذه اللعبة التي مللنا منها جميعنا

اختر طرقاً أخرى

واحد من الكتاب يكتب سيرتنا بطرق مختلفة

كأن تُغرق السمكة الصياد حين يحاول لمسها

وتُشفق على محاولاته الفاشلة

وتعيده آمناً لقاربه المُبتل بالرجاء.

 **

لا أحد سوانا يرانا

نتقافز كحبات الذرة

نلوح لسائق الباص

كي يرانا

نصرخ بصوت ملء السخرية

بقهقة “سكارى وما هم بسكارى”

بكأس الماء العطش

أنا هنا

وسائق المجرة لا يلتفت

الطريق مزدحم بالفساتين

وبأعقاب السجائر

والرؤية لا تساعد ليلاً

سائق أحمق

يأخذ المجرة بأكملها لأعماق الغابة المحترقة

بالأجساد المتسولة

للدفء

للحب

للسلام

السؤال يتفحم أيضاً كعود ثقاب

سرقته النار وفرت.

 **

محاولات للعودة للأمام

هي خلخلة..

تحدث من الداخل

بالرضى الكامل نحو

كسر في غصن شجرة

في العظام الآمنة

من نظرية الفراشة

من عطر وردة في الطريق

حادثة على الطريق العام

انفجار عين في المدى

بفعل فاعل

دبابة تدوس وردة

ولا تعتذر

هل ينفع الاعتذار بعد المقتلة

ما نفع ذلك..

يقول الدم المسفوح على تلة الهواء

يد تمحو آثار الدماء على عربة الليل

تزيل الركام وتضخ الأموال المنهوبة من جيوب الجثث

في رقة القسوة

أكتب

أكتب لأستفز ريبورت بشري تبرمج على الثرثرة

الكون سيرمينا للفراغ

ويعود للعبته

وكآبته

وللصمت المُدوي

الكون الذكي

نحن الأغبياء في أكل لحم بعضنا…

 **

محاولة للخروج بعيداً عن …

القصائد أيضاً مثلنا

تحمل الزهور للمقبرة

مثقلة بالذكريات

بهاجس البقاء

والخوف من ليل هادئ

تماماً مثل قصف مفاجئ على خيمة من قلق

القصائد مثلنا

خائفة

من بقايا الطعام

من تعفن الفكرة

من انعكاس وجهك في العيون

لا ماء في اليد

لا طعام هناك

لا دواء يخفف عن جرح كبرياء المرحلة

القصائد هائمة على وجهها تماماً مثلهم هناك

في الحرب..

تغير كل شيء الوجوه

الصلاة

أسماء الأنبياء

وأصبحت البيوت كل البيوت

أطلال لصلاة الغائب

هناك.

 

 

 

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project