صلاة غائب متأخرة

صلاة غائب متأخرة
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 

شعيب لعسيري أبو شادي

"وهذا دمي

ولتكن فاس كأسك"  - أحمد المجاطي-

إلى محمد السرغيني في عليائه/ محرابه.. فاس

 

 

-1-

زالاغ ..أضاع بسمته على صهوة الغير

زالاغ.. ما عاد للأوابين وطنا  يؤثر

زالاغ…

لما “تشابكت نوايا الغياب”

وبعدما أضاء بفراقد قطبية

قد انثالت في انسياب

تعثرت قدماه بالأسلاب

فانكفأ عن حب “الموريات قدحا”

 غير هياب

ودس ذكرى الأحبة

على هون في التراب

 

-2-

لأن الزمان…

قد استفاض هذا الزمن

بدنان من سراب

وتسامقت في مسامه

تباشير اليباب

فما عادت حبلى بني عبس

تجود بعنترة السجايا

هوذا “المهراز” لا ينبس بالشكاة

ولا يجيب الصدى…

 

قد لانت القناة

وانهد الأتي

من وقع الرمل على الندى

ومن شغاف شطر الأكنة

وأهوى باعتلاله على المدى

فما عاد في الهيكل رهبان

و صف الخوارج انفرط رهوا

وفي الجبة حصحص الشيطان

ومن شظايا الوهم

تحدبت المرايا

وتخرمت العيون

خلف المتاريس المعطلة

 واخضرت الأسوار

لما استطال الإبحار

سبيا سرمديا

وأوغل الملاح في الربع الخالي

يبغي القرار

واستحالت الريح زوبعة

تعتمر ببطن الحوت

مكانا قصيا

تشرب ثمالة الأنخاب

وتندب الصحاب

وتحصي الخطايا

في مقام الاحتساب

…………………..

………………………

-3-

ويعلن المنادي

على الضفاف الثكلى:

الصلاة على الغائب…

جبل الصبوات والعثرات

الصلاة على الغائب

الشاهد الحسير النظرات

………….

سلام عليه

سلام

 سلام …

 

سلام عليه

 مذ لم يبق فيه

للأهلة

رسم ولا منزل

سلام عليه

إذ لم يبق فيه

للعثرة موئل

 

سلام عليه

لما عفى على نسل الأوابد

بين جنبيه

منون واكتهال

 

-4-

…………في زمن احتراب الحواس

زالاغ …

قد قميصه من قبل

لما استمرأ الأنامل المغازلة

ودان قذال “ظهر مهرازه” للأجناب

 

 

 زالاغ…

لما أجهده المخاض،

أجهض آخر الأحمال

مجهشا، من عليائه ،

بنحيب

الأمير بن الأحمر

 

زالاغ ..قد خلا فيه الجو للقبرة

فها هي ذي تعيث في العناب

تصفر بين الصفوف

متزنرة بلواء المرجئة

في اختيال الجياد

لما عنت لها الفلول حاسرة بلا عقال

تبغي الصفاصف في استكانة الزهاد

وتسارع الخطو  ضارعة  إلى الثفال

 

-5-

فمن يعوج على فاس بموالي؟

من يعرج على الظهر العتيق

ليقرئه عتبى الطلول

من يفيض إلى زائغ الجبال

فقد يستعيد أصداء الطبول

ورجع الصهيل في الوادي

فيرتد الحرض قوي الإبصار

 

من يدني من أردان زالاغ خياشيمه

فيسكره الطيب الشاذي

ويبلغه عن سيرة الطوفان

لما اجتاح غمره الدروب والوهاد

وأشعل شبقه تقاسيم الأجساد

فاهتاجت الربايا في “باب الفتوح “

تلبي عزيف التنادي

وسارت تقطع أكفانها المومياوات

وتمسح الصدأ عن الأغماد

 

فمن يعوج على فاس يقرئها سلامي

فلعلها ، وإن تبدلت الأحوال

ماتزال عيونها الأندلسية

تنادم الأحقاب

وتكلأ النادي

بفاحم الأهداب

وتحفظ العهود كالأطواد

 

يا سامعي…

أنا من فاس كأسي

امتلأت بطيب الأعذاق

وانتخبت شمولا ما خبرها العشاق

فيا ترجمان أشواقي ..

إذا ارتدت الحمى

اتل صلاتي على من أهوى

وتمسح بحدائلها بالسوق والأعناق

فقد ترضى…

وهل ترضى فاس ؟

هل ترضى؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــ

شعيب لعسيري أبو شادي

شاعر- المغرب

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

اللوحة للفنان: عمر جهان

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

خاص الكتابة

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم