صدى وإكسير

صدى وإكسير
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

خالد مطاوع

القيد يلتف داخل صدري ثانية.

لست على يقين أين يكمن النعيم.

الروائح التي حملها الهواء تتساقط ويمتصها التراب.

ها هي ذكرى ما تشتعل.

شعري المرتجف يُعلن عن أنباء اليوم.

الوان الساتان ترتد إلى الشمس.

العربة تنطلق محملة بلفافات قماش وردية

زرقاء ملكية، عاجية، برتقالية زاهية.

أحشر البذور بحذائي في التراب.

وأبي يرسلني لأحضر دلواً

من الرمل من الشاطئ القريب.

العربة تتوقف أمام متجرنا

في سوق الحدادين.

اللغة الآن بداية المساء.

ذراعا سائق العربة البرونزيتان المفتولتان

وجهه المتعرق غير الحليق، أسنانه المصفرة بفعل الشاي ـ

ما يحدث بعد ذلك هو دائما نفس الشيء.

طائرهازئ يغني أناشيده المستلبة،

همهمة الطريق السريع التي بالكاد أسمعها.

إنني هنا لأنسى.

تذكر ذلك حين تراني أسير في هذا الحقل.

لفافات الساتان مغلفة ببلاستيك شفاف

عليها صورة فتاة صينية مبتسمة

متوردة الخدين، ذات شعر قصير

تتضاعف ثم تختفي وسط الزحام.

الآن العرق الذي على وجهي يقرأ النسمة.

كان علىَّ أن أزور بلدا آخر لأعرف

أن روائح الحيوانات مبهجة.

كان علىَّ أن أسأل أحدا ما لأفهم كيف أحاط الجَمال

ببرك الماء الذهبية التي خلّفتها البهائم وراءها.

ربما لهذا بقيت صغيرا كل هذه السنين.

الآن طقطقة أغصان.

ربما غراب عائد من حقول ممزقة.

أبقى غير متيقن أين يكمن النعيم ـ

القيد داخل صدري ـ

النشوة، الانعتاق.

عودة إلى الملف

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم