صبـارٌ عند بـائع الورد
محمد سيد حسن
الحب كان بداية الطريق من باب الشقة إلى آخر العالم
الموت كان لوحات تشكيلية على الجدران وموسيقى
صبار في العيون
صبار في القلب
صبار عند بائع الورد
المدينة جافة كصحراء من فيلم أمريكي قديم
والحافلات تتعثر في المطبات والجثث
الجنود يتامى أخفتهم أمهاتهم في سلال القش
فحملهم النهر إلى الثكنات قبل أن يجف
أدوارنا معروفة والحوار كان مكتوبا من قبل
أنا أجوب الشوارع بحثا عن قطة أنقذها من الغرق
كمريض ذهاني طيب
أنت تغزلين الكفن في مخدعك المعطر
و تغنين Je Ne Regrette Rien
كأجمل غازلة أكفان تغني بالفرنسية
الأصدقاء يملأون الفراغ بالنكات والمشاكل العاطفية
الجنود ينتظروننا خلف الحواجز الواقية من الشغب
المآذن مسكونة بالقناصة
والصلاة جنائز
أهديك يا حبيبي جرة من عسل
يكفيك يا حبيبي مرار الحيرة
بين أن نموت بسرطان الكبد
أو بطلقة في الرأس
أسلمك يا حبيبي للنسيان والسفر
قبل أن تضيق الأرض بالشواهد
وتبتلع المدينة أبناءها
ثم يخرج الصبار من زوايا المشهد
صبار من العيون
صبارمن القلب
صبار من بائع الورد
..
نعلم أن الطريق يأكل بدايته على أي حال
وأن الحب حوار والموت ديكور
على الأقل لن يصعب على أحدنا تحديد دوره
نحن يا حبيبي كومبارس المعركة المنتظرة
بين رعاة البقر والأشباح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعر مصري