كريستين جوانا هارت
ترجمة: نعمان الحاج حسين
كانت أمسية هادئة أواخر الصيف الماضي. كنت جالسة في المنزل في لندن، وابني البالغ من العمر ستة أعوام نائمًا في الطابق العلوي، كنت أستعرض قنوات التلفاز بلا مبالاة عندما رأيته لأول مرة – رجل حسن المظهر، ذو شعر اسود، في العشرينات من عمره.
اتضح أنها قناة جرائم أمريكية، وان الرجل كان كينيث بيانكي. قبل ثلاثين عامًا، أدين كينيث هو وابن عمه، أنجيلو بونو، بجرائم الخنق على جانب التل – اغتصاب وقتل 12 امرأة وقتلهن وترويع لوس أنجلوس. وقد تعرضت النساء للتعذيب حتى الموت ثم ألقيت أجسادهن في القفر.
وأظهر البرنامج فيديو قديم للشرطة لكين بيانكي يجري مقابلة مع طبيب نفسي. وبينما أشار إلى 12 صورة لفتيات مقتولات أمامه، قال: ” فعلت هذه، فعل أنجيلو تلك، هذه فعلتها أنا، تلك فعلها انجيلو”. أدركت أنه من غير المألوف أن يفتتح القاتل المتسلسل هكذا. لقد حصلت أنا على درجة علمية في علم النفس، وواصلت دراسة علم الإجرام وقضيت سنوات في العمل مع الرجال الذين يقتلون – التحقيق في الجماعات شبه العسكرية في أيرلندا الشمالية، والمقابلة مع جيريمي بامبر، الذي يقضي حياته في السجن لقتله عائلته، وزيارة القاتل البربري إيان برادي.
لقد كنت مهتمة بشكل خاص بالمجرمين الذكور الذين تم تبنيهم والذين تعرضوا لسوء المعاملة من قبل الآباء بالتبني. لقد كتبت أنا أيضًا كتابًا عن حالة التبني الخاصة بي وعن طفولتي الصعبة.
بينما كنت أستمع إلى قصة بيانكي، شعرت أنها كانت مشابهة لقصتي. تخلت عنه أم مراهقة عندما كان طفلاً وتم تبنيه مثلي. لقد تحول كلانا إلى الدين: لقد دخل – هو- مدرسة في أواخر سن المراهقة ليصبح كاهنًا كاثوليكيًا، ودخلت – أنا- ديرًا في نفس الوقت من حياتي لأصبح راهبة ؛ أنا في لندن، وهو في روتشستر، نيويورك.
في سن الخامسة والعشرين، كنت قد ذهبت مثله للعيش في لوس أنجلوس ثم انقسمت مساراتنا: لقد بدأت انا دورة علاجية. بينما تم القبض عليه بتهمة جرائم خنق في التلال سيئة السمعة. وبحسب عرض الجريمة، فقد اعترف بعمليات القتل تحت التنويم المغناطيسي، وعزا جرائم القتل إلى شخص يدعى ستيف الذي استولى عليه.
بدأت البحث على الإنترنت ووجدت أنه محتجز في سجن // والا والا // بولاية واشنطن. في تلك الليلة، كتبت له.
بعد شهرين، تلقيت أول رد مكتوب بخط اليد من بيانكي. كتبنا لبعضنا البعض أسبوعيًا بعد ذلك. أدهشني مدى عزلة حياته ؛ لم يكن لديه زائر لمدة 10 سنوات وقد فقد الاتصال مع طفله الوحيد. بدأت أتعاطف معه. أرسل لي صورة لصديقته السابقة وابنه في سن الثانية. تبدو الشقراء في الصورة مثلي بشكل لا يصدق.
أردت مقابلة بيانكي – لفهم دوافعه. كان ذلك الآن في يناير 2010، وظهر أن بيانكي شعر بنفس الطريقة. دعاني للحضور و إلى رؤيته في عيد الحب.
قررت أن هناك شيء من الممثل روبرت دي نيرو فيما يتعلق بكينيث بيانكي، حين خرج من خلف باب قاده من السجن الرئيسي إلى غرفة الزيارة. كان يرتدي قميصاً وسروالاً باللون الأزرق الفاتح، وبليمسول أبيض. بدا مرتاحاً وسعيداً. يتبع الحديث القليل عن الرحلة، ثم ذكر والدتي بالتبني وتحدثنا عن طفولتنا.
حدّق بي لمدة دقيقة أو دقيقتين، ثم نهض وشق طريقه إلى منطقة الألعاب. عاد مع مجموعة الشطرنج. “هل تريدين أن نلعب لعبة؟” لعبنا وتحدثنا في نفس الوقت. قال لي كم من الوقت استغرقه للثقة في الناس، ومن بينهم أنا نفسي. سألته إذا كان قد كتب أي شيء من قبل لأن خطاباته لي كانت بليغة للغاية. قال إنه كتب ذات مرة قصة عن امرأة ذات حياة جنسية حسية ثم أصبحت راهبة. احمر وجهي ولعبنا في صمت – حتى وصلنا إلى ” كش ملك”.
قلت له: “لقد غلبتني”.
“أعرف ذلك “.
حزم لعبتنا، فقد انتهت الزيارة. عانقني وهو يقول “عودي إلي. لقد استمتعت معك – كثيرا.” ثم أطلقني بعد وقت قصير. في عملي مع القتلة الذكور، أعرف مدى أهمية التشكك والحذر، ومع ذلك فقد انجذبت إليه بطريقة أمومية وقائية. وما شعرت أنني رأيته فيه هو الطفل الذي اعتاد أن يكونه، والذي كان يشبه الطفلة التي كنتها. لقد شعرنا بألم مماثل وأود أن أساعده بطريقة ما – سأزوره مرة أخرى هذا الصيف.
….
الجارديان. السبت 1 مايو 2010