“شرخٌ في الواجهة ” .. نصوص مختارة

منى نجيب محمد 

أتخلّى عن العشاق والأصدقاء..

أحفظ دمي في قَنَاني “فيمتو” فارغة..

أُودعُ كل لَمعاني داخل علبة حليب..

أنظرُ لنفسي وقد انتَشَلتُها من قبرٍ سَحيقٍ، وأبكي..

أخطئ أخطاءً لا يسامحني عليها الخطأ نفسه..

أفسدُ الزهور الجميلة بكعبي العالي..

أُوَاقِعُني بحبٍ وأخجلُ من جمال عَينَيّ في المرآة..

أستَشري في السقوطِ لأصل إلى أعلى القِمم..

أعرضُ تاجي في مزادٍ عَلَني..

أتقاسمُ وأضدادي رفضي لي..
لوحةٌ واحدةٌ تَتَرَاص فيها أنواتياللامتشابهة..
وجهٌ واحدٌتتزاحم فيه العيون..
كفٌّ واحدةٌ لأكثر من بصمة..
قلبٌ واحدٌ لا يشبهه إلاضدّه..
وَرطَةٌ!
تشحن فراغي..
وَرطَةٌ!
تُمَلّسُ على ظهري بلطف..
الكلابُ الضالةُ تَنهَشُ سكونَ أحلامي..
مجنونٌ ما، يقرعُ بطبلته في دمي..
وخطيئتي الكبرى؛ لمعاني في الظلام..

أنا خائفةٌ وما من أحدٍ يفتقدني..

2006م- 2009م

جدة – بونا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تموتُ روحي الآن..
وأبقى بالعراءِ بلا أجنحة..
لا أشعرُ بقلبي..
لا أدري كيف أتنفس..
كلُ شيءٍ يسيرُ متواترًا بداخلي.. بلا ارتباك..
ويتباطأُ كقاطرةٍ فقدتْ مكابحَها على مرتفع..
وانتظر حين يتوقف كل شيء..
سيمرُّ شريطٌ طويلٌ جدًا.. طويلٌ جدًا جدًا!
لا أقوى على مشاهدته جسدًا بلا روح.. دون بكاء..

***

الخذلان.. انكسارُ الورقةِ يابسةً في انتظار الغصن..

***

قلقُ الفجر..
الوحش الذي يأكل عيني..

وأنا أحدِّقُ بخيبةٍ عميقةِ الوجدانِ في الظلام..
بفمٍ جفّت به “لا” المُقاومة..

***
أحيا بجوار مثلثِ الموت..

كلُ يومٍ أزورُ الحافة..

ضاعت المتعة في قاعها!

أذهبُ إلى هناك وأطيلُ النظرَ للأسفل..

علّها تُنادي فأبتسم..

سقطتْ ضحكتي في القاع ذاته..

رأيتها تحترق..

رأيتها تودّعني بشرارةٍ أخيرة وتنطفئ..

هذا الهولُ الثقيلُ الذي سقطَ على رأسي..

جرّدني من الألوان..

كلما تذكّرتُ وجوهكم وهي تنظرُ إليَّ مُنتصرةً بعد أن قذفتم ضحكتي..

رأيتكم.. وأتذكركم جيدًا..

***

أحملُ الجدارَ المقتولَ من حدسي إلى كفي..
كلُ خطٍ رفيعٍ تحت عيني..
شرخٌ في صُلبه..
***

هذا ضريحي..
نجمةٌ تدورُ في سِوار..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 شاعرة يمنية .. والكتاب صادر مؤخرًا عن دار الريادة