سيِّدَةُ المَاءِ

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

مصطفى جوهر *

كَنَهْرٍ يَـتَمَطَّى

لِيُبَاعِدَ بَيْنَ مَنَابِعِهِ

وَفَنَاءِ الرُّوْحِ

أَطَلَّتْ

بِصَفَاءِ العَيْنَيْنِ الزَّرْ قَاوَيْنِ

امرَأةٌ تَعْرِفُ كُنْهَ الأُنْثَى

وحَنِيْنَ الرَّجُلِ إلَيْهَا

- " حِسَّكْ بِالدُّنْيَا " .. قَالَتْ ؛

زِلْزَالٌ تَتَمَرْكَزُ بُؤْرَتُهُ

حَيْثُ الأَقَدَامُ تُشَارِكُ

نََفْخَةَ رِيْحٍ – مِنْ عُقْبِ البَابِ –

عَلاَقَةَ عِشْقٍ بِبَلاَطِ الشَّقَّةِ ،

وَبَصِيْصُ النُّوْرِ المُنْعَكِسُ

عَلَى صَفْحَةِ مِرْآةٍ

وَضَعَتْهَا – بِحِيَادٍ – عِنْدَ البَابِ ؛

يُشَتِّتُ مِنْ مَيْدَانِ التَّرْكِيْزِ تَظَاهُرَةً

جَمَّعَهَا ؛ لِيَقَرَّ القَلْبُ

أمَامَ الدَّقِّ المُنْتَظِمِ

لِكُعُوْبِ جُنُوْدٍ

تُرْسِلُهَا عَيْنَاهَا الزَّرْ قَاوَانِ

– عَمِيْقَاً .. وَبِحَذَرٍ –

خَلْفَ خُطُوْطِ تَوَقُّعِهِ

( مَاذَا تَقْصِدُ

  بِمَدِيْحٍ جَرَّ السُّحُبَ ثِقَالاً

  فَوْقَ الظَّمَأِ الرَّاكِضِ فِى بَاحَةِ خُيَلائِهْ ؟ )

 

امرَأةٌ

تَحْمِلُ سَمْتَ نَدَاهَا البَرّىِّ

وَرَائِحَةَ الغَابَاتِ

( مَاذَا سَتَقُوْلُ عَنِ التُّفَّاحِ ؟

  وَصَلْصَلَةٍ مِنْ خَلْفِ الشَّجَرَةِ ؟ )

لَوْ يَمْشِى ..؛ رَكَضَتْ

لو يَبْسُمُ ..؛ ضَحِكَتْ

مَا يَنْوِى ..؛ فَعَلَتْ

 

مُنْدَهِشَاً مِنْ فَعْلَتِهِ

سَيَظَلُّ قُرُوْنَاً لا يَفْعَلُ شَيْئَاً

إلاَّ عَضَّ أنَامِلِهِ

أَيُرِيْقُ النَّهْرَ بأكْمَلِهِ بَيْنَ يَدَيْهَا ؟

بَيْنَا كَانَ مُخَطَّطُهُ أنْ يَكْسِرَ قُلَّتَهَا ،

وَيُقَوِّضَ مَا طَمَحَ النُّوْرُ إلَيْهِ ؛

فَتَسَبَّبَ فى جَعْلِ الظِّلِّ المَحْدُوْدِ

ظِلاَلاً مُمْتَدَّةْ

 

كَانَ – وَقَدْ سُلِبَتْ مِنْهُ هُوِيَّتُهُ –

مَذْهُوْلاً يَمْشِى باللَّيْلِ

وَأَنِيْسُ البُسْتَانِ

يَنَامُ عَلَى حِجْرِ امرَأَةٍ

تَقْطُرُ فِى فَمِهِ عَسَلاً

وَنَبيْذَاً عَتَّقَهُ بِيَدَيْهِ

لِحَدِيْثٍ – مَا بَدَءَاهُ – يَطُوْلُ

كَانَ ضَرُوْرِيَّاً

أنْ يَلْحَقَ بِهِمَا قَبْلَ نَفَادِ الكَمّيَّةِ

كَانَ ضَرُوْرِيَّاً

أنْ يَسْحَبَ

هَذَا الكَائِنَ في بُسْتَانِ النُّوْرِ الأَعْلَى ؛

ليُمَيِّعَ في الظُّلْمَةِ ظِلَّهْ

 

بِضْعُ سُوَيْعَاتٍ

وسَيَأتِي الصُّبْحُ عَفِيَّاً

هَذَا الجَوُّ اللاَفِحُ

أفْضَلُ مَا يَلْقَاهُ المَجْبُوْلُ عَلَى خِدْرِ الظُلَّةِ

( وَلِهَذَا سَتَظَلُّ الصَّدْمَةُ

  في الجِيْنَاتِ المَوْرُوْثَةِ مُعْلِنَةً مُفْتَتَحَ التِّيْهِ )

أَيَتِيْهُ بِخِبْرَتِهِ المَحْدُوْدَةِ ؟

أمْ تُسْلِمُهُ الدّوَّامَاتُ – سَرِيْعَاً – لامْرَأَةٍ

مُنْذُ لَمَحْتُ المَاءَ بِعَيْنَيْهَا

– وَهُوَ يُرَاوِغُ حِصْنَ تَعَفُّفِهِ المُصْطَنَعِ –

أُكَرِّسُ لِلْبَذْلِ المُتَبَادَلِ

بَيْنَ النَّارِ وَبَيْنَ المَاءْ

 

لَوْ قَبِلَتْ ..؛ جَاءَ ،

وَنَاءَتْ كَتِفَاهُ

بِحَمْلِ الأَلْوَاحِ الخَشَبِيَّةِ

لِبِنَاءِ الفُلْكِ الطَّامِحِ

لِنَجَاةٍ مِنْ حُلْكَةِ أيَّامٍ بَدَأَتْ

مُنْذُ تَقَيَّدَ في المَلأِ

رِهَانُ الإِحْبَاطِ المُزْمِنِ

 

كَانَتْ سَيِّدَةُ المَاءِ مُسَجَّاةً

حِيْنَ تَجَمَّعَ عِنْدَ السَّطْحِ غُبَارٌ

لاَمَسَ أَوْدِيَةَ الأُنْثَى

وَالحِكْمَةُ أَمْلَتْ فِعْلَ المَزْجِ

وَكَانَ بَدِيْهِيَّاً

أنْ تَخْرُجَ – ثَانِيَةً – سَيِّدَةُ المَاءِ

بِلاَ مَاءٍ

لَكِنْ بِمَعَانِي الفَيْضِ ،

وَفَوَرَانِ النَّبْعِ ،

وَتَقْوِيْضِ السَّدِّ ،

وَإِنْبَاتِ الأَرْضِ ،

وَإِطْفَاءِ النَّارِ

( مَاذَا سَتَقُوْلُ عَنِ التُّفَّاحِ ؟

  وَصَلْصَلَةٍ مِنْ خَلْفِ الأَشْجَارِ ؟ )

لِلطِّيْنِ المُتَجَمِّعِ

عِندَ ضِفَافِ البَدَنِ المُمْتَدِّ

– طَوِيْلاً في الأُفْقِ ،

عَمِيْقَاً في لَحْمِ الغَفْلاَنِ –

كَنَصْلِ مُؤَامَرَةٍ ؛

حَدَّقَ في المَاءِ

وَحَدَّقَ .. حَدَّقَ ؛

وَتَسَاءَلَ :

أَيُّ النَخَلاَتِ – عَلَى جَسَدِي –

                    سَتُعَجِّلُ بِالثَّأْرِ ؟

 

 

سَأُعَلِّمُ أَبْنَائِيَ

أَسْمَاءَ الأَشْيَاءِ ؛

سَيَأتِي المَاءُ لِيَمْحُوَهَا

مَا كُنْتُ حَصِيْنَ الدَّارِ

وَلاَ أَعْرِفُ نَزَقَ النَّارِ

وَلاَ بُطْأَ المَاءِ المُفْتَعِلَ حَرَائِقَ

كُنْتُ بِمَنْأًى عَنْ تِلْكَ الوَيْلاَتِ

إلى مَا سَيَؤُوْلُ المَرْءُ المُنْسَحِقُ

عَلَى بُعْدِ مُؤَامَرَةٍ

حِيْكَتْ بِخُيُوْطِ التَّكْوِيْنِ

وَدَانْتِيْلاَّ التِّيهْ ؟

ـــــــــــــــــــــــــ

شاعر مصري

 

ــــــــــــــــ

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project