تدور الأحداث حول سيطرة أحد الشيوخ على آبار المياه في الواحة وعرقلته لجهود لجنة حكومية لحفر آبار جديدة وتوزيعها بالمجان على المزارعين في الواحة.
وفيلم “الوادي الأصفر” 1970:إخراج ممدوح شكري ،شكري سرحان يحل بالقبيلة الجفاف يتزعم شاب من القبيلة فكرة الرحيل والبحث عن الماء في مكان آخر ،يطلب الشاب مساعدة المهندسين من المدينة رغم معارضة الشيوخ، وتبدأ القبيلة حياة جديدة بعد اكتشاف البترول.
وهناك أفلام لم تركز على البدو بل كان البدو في خلفية الأحداث و كانت الأحداث تدور في الصحراء مثل “للرجال فقط “1964اخراج عز الدين ذو الفقار ، “زوجة من باريس”1966 إخراج عاطف سالم.
من ناحية أخرى ربطت السينما دائما بين سيناء والحرب، بين سيناء والعدو.. فجاءت بعض الأفلام المنتجة في الثمانينيات داخل إطار أفلام الجاسوسية مثل أفلام “أسود سيناء” 1984..إخراج: فريد فتح الله، تمثيل رغدة، شكري سرحان، وفي هذا الفيلم يكلف الرقيب فهد أثناء حرب الاستنزاف بالعبور إلى سيناء لجمع المعلومات عن القيادة العسكرية الإسرائيلية ويتعرف على الفتاة مريم.
“إعدام ميت” 1985..إخراج” علي عبد الخالق، تمثيل.. محمود عبد العزيز، بوسي، فريد شوقي وفيه يقوم ضابط المخابرات منصور بانتحال شخصية الجاسوس “منصور الطوبي” الذي يعمل لحساب المخابرات الإسرائيلية ومنصور من أهالي سيناء، وعندما يتم تبادل الأسرى يذهب والد منصور لقتله انتقاما منه لخيانة الوطن.
و”ضاع حبي هناك” 1982..إخراج علي عبد الخالق أيضا، تمثيل عفاف شعيب، حسين فهمي ..يتغيب حسين بعد اشتراكه في حرب 67 وتمر السنوات وزوجته لا تكف عن البحث عنه، وبعد أن انتصار 73، تسافر الزوجة إلى القنطرة شرق للبحث عن زوجها وتفاجأ به وقد تزوج من امرأة أخري بعد أن فقد ذاكرته وعندما يلتقيان لا يتعرف عليها.
وهذه الأفلام الثلاثة رغم اختلاف مستوياتها الفنية إلا أنها الأفلام الوحيدة التي تعاملت مع سيناء بشكل محدد، وتفاعلت مع الظروف والطبيعة الخاصة لتاريخ سيناء العسكري.
في أفلام الألفية الجديدة مثل “اللمبي” و”شورت وفانلة وكاب” و”فتاة من تل أبيب” نشاهد شرم الشيخ، دهب، طابا المنتجعات السياحية ،الفنادق والقرى السياحية، تشاهد المكان، ولا نشم رائحة البشر، أو تتفاعل معهم ..هذه الحالة تذكرني بما سجلته الكاتبة الأمريكية “آن تيللر” في روايتها “سائح بالصدفة” عن الكتيبات التي تباع في المطارات والتي تقدم لزوار المدن العابرون لمدة يوم واحد إرشادات كيف سيقضون هذه اليوم وتوضيح عن أهم الأماكن.. المطاعم.. محطات الترام .. الفنادق كل ما يجعل يومك يمضي دون أن تقع في مشاكل، أو دون أن ترتبط مع هذه المدينة بتفاصيل حميمة، فأنت سائح عابر عليك أن تمضي يومك دون تفكير، وحين ننظر في تاريخ السينما المصرية وواقعها نجدها تعاملت مع المصريين القاطنين على حدودها في سيناء وفي الواحات والصحراء الغربية ،على الهامش بعيدا عن المتن الصاخب بمشاكله ومتغيراته كما تقدم هذه الكتيبات المدن التي تتحدث عنها هذه المدن، صور وأنماط وصور ذهنية ثابتة دون روح أو تواصل حقيقي
ورغم تحفظاتي على الصورة التي ظهرت بها سيناء في السينما إلا أنه لا يمكن لنا أن ننكر فضل هذه الأفلام، تسجيل الكثير من عادات البدو من كرم الضيافة، وحماية الجار والملابس التراثية،… ولكن سيناء ليست فقط هذا المساحة الشاسعة من الصحراء وقصص الحب العذري، فالآن هناك موظفون في القطاعات الحكومية ونساء معيلات يعملن في مشروعات لتنمية دخولهن وجامعة تنشأ على أراضيها. والسينما المصرية مازالت بعيدة عن سيناء الجديدة.