“سيد الأحلام ” من تأليف “فاتن الإبراهيم” ورسوم “جلنار حاجو” وصادرعن دار الأصابع الذكية. يخاطب الأطفال ( +9) كاسراً كل التقاليد فلا رسائل نصحية أو إملائية هنا بل هو دعوة للتفكير، إذ يطرح بعض الأسئلة فاتحاً مجالاً للحوار لننهى قراءة صفحاته فنجد أنفسنا وقد بدأنا صداقة لا تنتهى مع الكتاب، حيث يختتم صفحاته بكلمة ” البداية “- فلا تستغرب – فقد تحاور معك وأجبته وقمت بتدوين ملاحظاتك أصبح الكتاب جزء منك فيه أفكار لفترة ما من حياتك فكيف لا تعود له مجددا لتقرأ وتتذكرتلك الأفكار..فتدرك ما تعلمت وربما تضيف أفكاراَ أخرى. فيتداخل النص مع ملاحظات الطفل ويصبح كلاهما جزءاً من الآخر، فكيف يستغنى الطفل عن هذا الكتاب، فالكتاب لن يمل من كونه متروكا وحيدا على رف بمكتبة. وهذا ما نجح الكتاب في تحقيقه فليس فقط بفكرة النص والملاحظات، بل أيضا بالرسم الذي أعتمد الأبيض والأسود مضيفاً بعض الأوراق البنية، رابطاً بينها وبين المساحات البيضاء بتهشريات صنعها القلم بلونه الأسود مؤكدا بهذا الأسلوب على فكرة دفتر التدوين وما نستطيع أن نضيفه إلى كلماتنا وأفكارنا من بعض الصور أو القصاصات الملونة وليأتى أيضا غلافه مميزاً في قطعه وحتى اختيار أن يجمع ما بين كثافتين مختلفتين في ورقه. فنحن أمام كتاب يقدم فكرة مميزة ليس في الشكل فقط وإنما في مضمونه أيضا.
يجذبك الكتاب للتفكير في بعض المشاعر كالوحدة والحزن والخوف، فتبحث مع “نايا” عن السعادة، وتصادق قوس قزح. فيربط النص ما بين البكاء والسماء الممطرة وقوس قزح الذي يظهر بالوانه الجميلة في سماء رمادية، ويربط ما بين قرار التوقف عن البكاء وتوقف السماء عن المطر وظهور الشمس. اختلاف المشاعر وتغيرها بتغير ما نمر به من مواقف في الحياة، فالكتاب يجعل الطفل يفكر في مشاعره ويفصح عنها يكتبها فيتخلص من بعضها ويتحتفظ باخرى .
يدعوك الكتاب للتفكير في الصداقة، فقوس قزح والسعادة صديقان حميمان منذ زمن. لكن السعادة أحبت لعبة الاختباء. فماذا سوف تفعل “نايا” لاستعادتها. فيطرح الكتاب سؤاله عن الصداقة والصديق المفضل. فنظل نسجل ملاحظاتنا، أفكارنا إلى أن نجد “نايا” هي الاخرى تسجل أحلامها وتكبتها في دفتر الملاحظات فيؤكد الكتاب من هنا على أهمية فكرة التدوين. حيث تكتشف نفسك فيها تصبح دقيق الملاحظة لأحداث تمر بحياتك ..في لحظة استعادتها تتركز الأفكار أكثر وتصبح أمورعدة أكثر وضوحاً لك. في تدوين تلك الملاحظات، تكتشف لغتك بل تنمو أيضا.
ويجعلنا أيضا نفكر في الانتظار، فـ”نايا” تنتظر ظهور قوس قزح، فيبادرنا الكتاب بسؤال هل انتظرت أحدهم .. وتأخر؟ فالانتظار لابد وأن يكون ايجابياً فها هي “نايا” بعد أن قضت نصف نهار تنتظر، تفكر في حل آخر فتنظر حولها فتجد الغرفة تعانى من “تضخم في الفوضى” فتبدأ بمعالجة الأمر .معتذرة لألعابها فندرك مع “نايا ” أهمية الاعتذار. وما أن تنتهى من ترتيب غرفتها حتى تجلس لترسم قوس قزح فيأتيها في السماء يضحك وتجرى “نايا” إلى والدتها سعيدة. وهكذا تبدأ صداقتنا بالكتاب- بصانع الأحلام- كتاب يبقي رفيق لنا ..”فإلى اللقاء” في كتب تصبح رفيقة حياة .
ريفيو:
فاتن الإبراهيم: مؤلفة قصص أطفال، حاز كتابها “زمن” على جائزة اتصالات 2011، وهى أيضا المديرة الفنية لدار الأصابع الذكية.
جلنار حاجو: مؤلفة ورسامة قصص أطفال، حاز كتابها “أنا والأنا حمل ثقيل” على جائزة الشارقة 2013
وهى أيضا مؤسسة دار الأصابع الذكية
https://www.facebook.com/pages/Bright-Fingers-Publishing-House