سعيد الكفراوي: لو كنت استسهلت لكتبت 20 رواية

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

حاوره – وائل السيد:

بعد 13 مجموعة قصصية بدأ الكاتب المصري سعيد الكفراوي كتابة رواية بعنوان “بطرس الصياد”، وأنجز فيها حوالي 200 صفحة تقريباً، ولكنه تركها، مبرراً ذلك لـ24 بقوله: “أنا صعّبتُ الأمور على نفسي. كنت أريد أن أكتب رواية لم تُكتب سابقاً، خصوصاً أنها ستكون الأولى لي، كنت أريدها أن تكون رواية فذة، فلو أنني اخترت الأسهل لكنت أنجزتها وأنجزت 20 رواية أخرى”.

صاحب “بيت للعابرين” لم يُغره انتشار الرواية في العالم العربي ليكتبها، ولكنه مع ذلك يعتقد أنه سيكتب رواية قريباً. يقول: “سأعود إلى (بطرس الصياد) وأعتقد أنني في الربع الساعة الأخير من العمر قد أنجز ثلاث روايات”، مضيفاً: “أنا لست منزعجاً من عدم كتابتي الرواية، وما حققته بالقصة يرضيني، ويكفي أن ناقداً بحجم صبحي حديدي قال إنه يتمنى ألا يكتب الكفراوي رواية، وألا تأخذه هذه الصرخة، ويستمر في إبداع فن القصة الذي يكاد أن يندثر”، وتابع: “عندي 13 مجموعة كتب عنها أفضل وأهم نقاد العالم العربي، وهذا يكفيني، ثم إن يوسف إدريس بعظمته لم يكتب القصة”.

انتهى الكفراوي من كتابة عمل جديد، سيصدر عن دار الشروق، بعنوان “عشرين (قمر) في حجر الغلام”، عن صبي يتعرف على عالم القرية، على الدهشة الأولى للأشياء من حوله، يتعرف على الموت والحياة وتفاصيل علاقات الناس، ويتحدث عن علاقته بجده المعتوه الذي يموت في النهاية غريقاً، ثم يتعرف الصبي على عالم المدينة، يرى حمام النساء، ويقيم أول علاقة جنسية، ويتعرف إلى جارته اليهودية. يعلّق الكفراوي: “الكتابة في ذلك العمل أقرب إلى الشعر، ونصوصه تستبدل الحياة بإبداع يخصها. لقد أفنيت سنوات في هذا الكتاب وأتمنى أن يصدر خلال ذلك العام، ومتروك للقارئ تصنيفه، هل هو رواية، أم نص سردي، أم متوالية قصصية”.

صاحب “حكايات عن ناس طيبين” نشر جزءاً من هذا الكتاب في جريدة “أخبار الأدب” المصرية منذ سنوات طويلة في باب “أيام الشقاوة”، وتحديداً عن الفتاة الضريرة في الكُتّاب، وعن زملائها الذين دفنوها، ورأوا عظام الأموات، لتصبح أول علاقة لهم بفكرة الموت. يتذكر الكفراوي: “قرأت هذا المقطع في نهاية التسعينيات بالدانمرك، وحينما وصلت إلى لحظة إدخال الفتاة إلى القبر بكيت، والمدهش أن الممثلة الأولى بالدانمرك، والتي لا أتذكر اسمها الآن، وإن كنت أطلقت عليها فاتن حمامة الدانمرك، قرأت النص ذاته في احتفالية كبيرة، وبكت حينما وصلت إلى نفس النقطة، وعرفت وقتها أن الألم واحد في كل مكان”.

يرى الكفراوي أن ما يفعله الإخوان المسلمون في مصر شىء طبيعي، وقال ساخراً: “لو تخيلت أمراً غير هذا ستكون حسبتك صعبة جداً. ما يجري نتاج مناخ عمره 60 عاماً من أيام الناصرية الأولى بهزائمها، والسادات بانفتاحه، ومبارك بفساده”، وأضاف: “ما يجري كشف عن مفاسد مصرية سلبت الثورة روحها رغم أنها تمثل إنجاز أمة”.

صاحب “كشك الموسيقى” قال إن “النخبة المصرية أمضت حياتها تقاوم الاستعمار، وتفنّد الصراع العربي الإسرائيلي، ونسيت تصفية حسابها مع الأصولية وحينما استيقظت من سباتها وجدت تلك الأصولية وصلت إلى الحكم، وأعتقد أنها ستستمر فترة طويلة معتمدة على غياب وعي الناس”.

كتب الكفراوي نصاً يتخيل فيه أنه قابل توفيق الحكيم وطه حسين ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وعباس العقاد، وعرض عليهم اصطحابهم لمشاهدة الثورة في الميدان ليدلل على أن الثورة ليست ابنة اليوم، وإنما حلم قديم، ولكن سلمها الجيش إلى الأصولية. وختم قائلاً: “أنا أعرف الأصوليين جيداً، وهم يضمنون الشارع والمساجد والأوقاف، ومساندة أمريكا وسرائيل، وهم يحتاجون إلى مقاومة حقيقية، فعلى المثقين أن لا ييأسوا”. 

مقالات من نفس القسم