فتحي مهذب
رسالة إلى سلمى
لست في حاجة إلى براق
لأصعد إلى سدرة المنتهى
في حاجة إلى وجهك الجميل
يا سلمى
لترفعني أمواجه إلى آخر العالم.
أنا جائع ومجنون ومضطهد
يا سلمى
لا أهل لي لابيت لي لا وطن
غير كلمات تقاتل في النهار
لا لتمنحني خبزا ونبيذا..
أو سريرا تملأه بغي بسعال نهديها..
بموسيقى عظامها المحشرجة.
آه يا سلمى
بل لأظل مسمرا مثل عمود تلغيراف
في وحل عزلتي اليومية.
أنا عجوز سيء ودميم
يفرغ مثانته في مبغى اللغة.
يأكل حصرم الماضى بملعقة الحاضر.
على مائدة المستقبل.
يخذلني الموت كل يوم
يدخل من فمي مثل جرذ
ثم يزرب من أظافر قدمي المورمتين.
آه سلمى
تعالي مساء يوم السبت
بحبل مشنقة
وتابوت يليق بجثتي
وعربة يجرها حصان مكسور الخاطر.
لا تصطحبي يا سلمى أحدا
لا معزين ولا قارعي أجراس
إصطحبي كلبك الذي يحبني
كلبك الذي مازال ينبح
داخل حديقتي رأسي
لطرد الأشباح الشريرة.
**
بين الجنة والنار
لما اقتيد أبي إلى النار
مقيدا بسلاسل صدئة
بتهمة الهروب الأبدي من البيت
وارتكاب جرائم حرب:
قتل الملائكة في عيوننا الصغيرة
إلقاء صلواته الجافة إلى ثعبان الشك
حرق مصحف العائلة بدم بارد
تمزيق العلاقات الأبوية بفأس اللامبالاة
بكيت طويلا أمام خازن النار
راجيا تخليصه من براثن المحرقة
بما أن له كسورا عميقة في مخياله القروي
كدمات زرقاء في مفاصل صلواته
لكن طردني خازن النار
مهددا إياي بمسدس من قش
لما دخلت أمي إلى الجنة
(بشعرها الطويل حتى الينابيع)
وابتسامتها المرفرفة مثل منديل الوداع
وبمحبة خالصة
منحها الرب سيارة ليموزين
قصرا مسيجا بالحدائق المدهشة
كما هائلا من الذهب والفضة
قطيعا من الفرح اليومي
أمي طيبة للغاية
تهاتفني كل يوم
كنت أقضي طوال اليوم
بين الجنة والنار
على دراجة من الياقوت
إختلستها من الملاك رضوان
حاملا سلة ملآى بالخبز والنبيذ
والملابس الجاهزة
ترسلها أمي لأبي الغاطس في قاع النار
لأسباب فلسفية صرف
لم أك من أهل النار ولا من أهل الجنة
يتبعني كوكبة من فلاسفة الريبة
في انتظار حل أبدي لحياتي البائسة.
***
بظهور مقوسة نمشي إلى الوراء.
كان علينا مواجهة العاصفة
رتق مخيالنا الجمعي
الصراخ في العتمة
لإلهاء بومة المتناقضات
كان علينا إدارة الحرب
بحس جماعي مرهف
كان علينا المزيد من الضحك
أمام هشاشة الأشياء
كان علينا التحديق جيدا
في كتاب الموت
وإضفاء طابع الواقعية
على تأويل الجنازة.
****
مثل قطيع أيائل
يلاحقنا فهد من القرون الوسطى
الذعر يأكل أصابعنا بشراهة مفرطة
والطائرات تكشف عوراتنا من عل
تكشف مغارة الهواجس
ظلالنا المتجمدة على الجدران
أصواتنا الفارغة من الضوء
كلماتنا الشبيهة بفقمات نافقة.
****
كما لو أننا غيوم محضة
معلقة على حبال الجاذبية
من أقدامنا المتشققة
تشرشر الدماء
المسيح يقطع شحمة أذنيه
ويرميها من شباك الطائرة
ولا أحد يلوح من بعيد.
****
نمشي إلى الوراء
بظهور مقوسة
تحت جلودنا المغضنة
يعدو الزمن ويكبو
ولا أحد من الخيالة الدادائيين
يؤول خيمياء الموت.
****
الجسد
إعتنيتُ به طويلاً مثلُ خادمٍ متفانٍ في معبدٍ بوذا..
أَقصُّ أَظافرَه كلَّما حاولَ الهروبَ إلى طبيعتِه الأُولى..
إِلى عشيرةِ الذئابِ في المرتفعات..
وبعنايةٍ فائقةٍ أَحْلِقُ شعر إِبطيْهِ لِئَلّا أَجرح أحاسيسَ أطفالِه القادمين ببطءٍ من تقاطيعِ عمودِه الفقريّ..
أَقوم بترويضِ وُعولِ متناقضاتِه
في الخلوة..
لِئَلّا يَجِنّ دفعةً واحدة..
ويسقط مثلُ نيزكِ في بركةٍ آسنة..
وكلَّما خذلتْهُ طبيعةُ النقصانِ
أُعزيهُ لِئَلّا يذوبُ مثلُ سمكةٍ في المحيط..
أَو يختفي في أَدغالِ النكسة..
كُلَّما خانَه الآخرون واضطهدتْه الحواسُ في مقتبلِ الضوء..
يرفعُ صلواتِه إِلى بناتِ نعش.
آبقًا من جنازيرِ الشكِّ إلى منصةِ الكلمات ..
هو ينمو مثلُ شجيرةِ جُمّيز ..
أَو فهدٍ يُقلِّمُ نثرَهُ اليوميَّ على حافةِ الغابة..
منتظرًا عبورَ قِرَدَةِ الكسلان
لينقضَّ عليها..
يطيرُ في العتمةِ وأُلاحقُه على صهوةِ رُخ..
لئَِلّا يرتكبُ مجزرةً في عُشِّ الحمام..
أَو يملأ كوابيسَه في سلَّةِ النَّوم..
كانَ مليئًا بزوارق النساء..
بفهارس طويلةٍ من أَسماءِ الحوريات..
وعلى رملِ هواجسِه آثارُ عروسِ البحر..
يذهب الى الفلاسفةِ بروحٍ عرجاءَ
كُلَّما حاولَ التحديقَ في وجهِ الحقيقة..
وقراءَةَ حركاتِ اللاوعي في المرآة..
يحملُه الليلُ والنهارُ مثل رهينة..
ويقتلُه الحنينُ إِلى الميتافيزيقا..
يبني ويهدمُ ديرَ ذاتِه بيديه..
وفي الحاناتِ يبكي كثيرًا..
تزورُه وحوشٌ مهذبةٌ من تجاعيدِ المسنين..
هو ماضٍ الى غبارِ البدايات..
تاركًا دموعَ متصوفة
على مائدةِ العِلَلِ الأُولى..
والعالمُ ماضٍ في دورتِه العدميَّة..
كنتُ أُعزيه مثلُ أَبٍ روحيّ
واعدًا إِياهُ بثمرةِ التناسخ..
إِن العدمَ بابٌ إِلى الوجود..
حيثُ تجدُّد الهيولى في الغياب..
سنطاردُ الموتَ مثل لِصّ..
وفي جيوبنا تشقشقُ مفاتيحُ الأَبديَّة..
هكذا يمضي فاردًا جناحَيْهِ
إِلى طينتِه الأُولى..
حزينًا ومكسورَ الخاطر..
مثل آلافِ المصابيحِ في الحديقة..
ستنام وحدَك في الظلمات..
في انتظار المعجزة ..
بينما اللاشيءُ يعوي في الفلاة .
***
أرانب جيدة من الضحك الناعم
الموت أعمى بعكازة طويلة
كلما طرق باب حجرتي
أمنحه أرنبا ناعما من الضحك العبثي
يبتلعه مثل ثعلب
يشكرني رافعا قبعته لي
ليختفي في الضباب الكثيف
صرت أربي أرانب كثيرة
من الضحك الناعم
فوق الجسر المدجج بالقتلة
في قاع الباص الصاعد إلى قمم اللاجدوى
في خيمة الجنون
حيث تحتشد أيامنا المقتولة بسم الشوكران
صلواتنا التي تبخرت في قطار العمر
في المواخير التي التهمت فستق شهواتنا
صار يتبعني مسنون من الخريف الفائت
ناجون من مذبحة الحزن الجماعية
كلما طرق الموت باب حجراتهم
يلقمونه أرانب ذهبية من الضحك الناعم
وبذلك طالت أعمارهم مثل حبال المراكب
لم يموتوا بعد
رغم غزارة السنوات التي في جعبتهم
رغم الرماد الذي يملأ سلالهم المثقوبة
رغم الفهود التي يطلقها الله
طوال الوقت
وراء حشود الغرباء
لذلك امتلأت بيوتنا بأرانب جيدة من الضحك الناعم
وصار الموت صديقا لا يرغب في شيء غير مزيد من الأرانب.
**
لا أحب الزمن
لا أحب الزمن الذي يأكل كتفي في الغابة المظلمة
بينما زهرات حواسي تتهدل شيئا فشيا
بينما مزرعة القطن تحتل أقطار رأسي
لا أحب الموت قبل المائة ونيف
الموت الذي يلتهم جيراني بدم بارد
الموت الذي يتسلق شجر الكاليبتوس
ويحاضر في المبغى
يستمني في الطرق السيارة
يبكي في الأماكن الخالية
مثل عبد حبشي
وله أصدقاء حميمون في الحانات
لا أحب فلاسفة الريبة
وهم يحملون المصابيح ويسقطون في البئر الواحد تلو الآخر
أحب الطائر الحزين
الذي يحفر له عشا في قلبي,
الموسيقيين الذين الذين قتلوا بضربة فأس
أحب سلمى
سلمى التي تطير مع الفراشات والكلمات
سلمى التي تخفي كنز طفولتي
في عينيها المدهشتين
سلمى التي تطارد وجهي بضحكة مجلجلة
صوتها الذي يشبه يدين مرفوعتين إلى الأعلى
التحديق في نهديها الثرثارين
أحب اللاشيء في ثوبه الجديد
الشك الذي يتحول إلى حمامة بيضاء
بعد عاصفة من التنظير العبثي
أحب اللعب في ساحة الكنيسة
الضحك مع الأشباح
تعميد متناقضاتي بالموسيقى
أحب دموع قوس قزح
والعرق المتصبب من الأرجوحة
أحب الرعاة آخر المساء
وهم يجرون قطيعا هائلا من الذكريات
يحرسها كلب البلدوغ
أحب شجرة الفستق الأسيانة
ما خلفه جاري المنتحر
تحت جذعها من نجوم وذهب
أحب قبره القائم على طراز سلجوقي
أحب شطائر الهمبرقر
بحيرة صغيرة من النبيذ
قتل نهد متوحش بمسدس كاتم للصوت
ادعاء النبوءة في مقبرة مهجورة
قراءة شواهد القبور
إفراغ مثانتي في صندوق الموتى
إستدراج اللامعقول إلى الهلاك
طرد الندم من قبعة القس
أحب فهد القلق الأشقر
وهو يجوب مرتفعات رأسي
صراخ النسوة تحت كلكلي المتعفن
الكلمات المليئة باللصوص والذئاب
الكلمات ذات المؤخرات المكتنزة.
**
رصاصة الزومبي بنكهة الأناناس.
الوجه الميت
تبا لأغصان الوجه الميت!۰۰
وجهك شجرة مكسوة بالثلوج والفقمات النافقة.
الضريح عربة ملآى بالكاكو.
سيذهب الموتى إلى الكازينو
حاملين نعوشا من الذهب الخالص.
فرقعات مفاصل الباص على كتف الجسر.
الجسر سيسقط مكتظا بدموع زرقاء.
الموسيقى تهطل من ثديك الرصاصي
رصاصة الزومبي بنكهة الأناناس.
خلصيني أيتها الرصاصة من التحديق اليومي في أسرار المغارة.
المنتحرون يجرون ثيران الساعات الحرجة.
المنتحرون جيدون للغاية
سيلتهمون الشمس آخر النهار
وينامون متأثرين بعضة النسيان.
أيها الكناري لا تمت الآن
أيها المايسترو الحزين.
الحديقة مغمى عليها
الأزهار جثث هامدة.
القساوسة يأكلون لحم الرب
يربطون السماء بإيقاع المثانة
تحت معاطفهم تخطط الثعالب.
الصلاة أرنب نافق.
والمحبة فأس من البرونز
جنازتك عذبة
التفكير يمطر بالضفادع.
السماء صيرفي ضرير
ضحكتك ساق عرجاء
صمتك جاهز لقتل إوزة السهو
أيها العابرون
ستندمون طويلا في المغارة
ستسقط الحجج الهشة من أطراف أصابعكم
بينما السحرة يرتمون في البئر
لإضفاء النعومة على وبر المخيلة
أيها القتلة
بنادقكم قش ونميمة
ومطاياكم منذورة للهلاك
الشمس ترضع قطار الساعة الواحدة ونصف.
المسافرون حمام زاجل
والكلمات
ضفائر ذهبية.
أبي غيمة في كنيسة النهار
مليء بالأقفاص
يضربه المشاؤون بجزمة المسكوت عنه.
المفكرون انتحروا ليلة أمس
مخلفين غبارا كثيفا في المبغى
أحبك
أحب سطوع قبرك في الظهيرة
صوتك المختبئ في أدغال رأسي
موتك أكذوبة كبرى
تابوتك غزال يحمل الملائكة
إلى دار الأوبرا
تابوتك شقيقي الأكبر
أوقظ مصباحي كل ليلة
الطريق مدججة بقطاع الطرق
ومجوهرات مخيلتي
تتلامع في المنعطف العبثي
شيعنا المنظرين الكبار إلى الهاوية
شيعنا الأرمل بلباس كنسي
يتبعنا لفيف من اللاأدريين إلى بنات نعش.
كانت أجراس الأحصنة ممتعة للغاية
التأبين دلو مليء بمكعبات المطر
البلاغة أرنب هش
طلقة إثر طلقة
الأحدب الصغير
يستدرج أشباح يوم السبت الأسود
إنتحر برهانك ذو العينين الثاقبتين
طاردتنا ذئاب البراقماتيزم
رفقا أيها الفراغ الطازج
تكلم يا رب
ليصغي إلى نبراتك المنكسرون والثكالى
المراكب مطوقة بزئير المتناقضات
شمس ٢۰٢١ متآمرة ولقيطة
والعربات وحوش من السيراميك
وأخي الأشقر الحزين
بعصابه المترامي
تشربه سحلية النهار
أمام جوقة من العذاب الخالص
كان الله بعيدا جدا عن صراخ العالم.
العالم سمكة سلمون
والعدم دب قطبي
ما أشقاك أيتها الحرب.
****
الرحالة
لا يهدأ أبدا
على ظهره صندوق ضخم
مليء بالأصوات التي إصطادها في البركة
يرتاد الأماكن الوعرة
الأماكن التي يقطعها
على حصان خشبي
يتبعه حملان من الدموع
تتدلى من جبهته
ضفيرة من النعاس الأزرق
بصوت مقوس أشيب
معلق في سقف الحنجرة
يرمي نواقيس الكلمات في الهواء
ينادي توت عنخ أمون
ليقيم صداقة شعرية
مع الفراعنة
ليتقفى حشود المومياءات
يخفي كيس خطاياه
في مياه النيل
مرفودا بذهب الفطنة
يقفز من قمة الهرم
إلى بر الأبدية
ها هو يفكر في تحويل سفينة نوح
إلى ملهى ليلي
مكافأة الغرقى بعيون من الماس
يفكر في سرقة ملاك
من الكنيسة المجاورة
وإلقاء حفلة تأبين لحياته البائسة
أمام تمثال المسيح
أمام حشد من الحمام المقدس
خسر حروبا كثيرة
أحصنة من الشمع الأحمر
حصونا ملآى بالمتناقضات
كلما اقترب من نفسه
قاب زفرتين أو أدنى
يهاجمه نمر أسود
على قارعة الشك
طوفان من المرابين والقتلة
الوجود مدعاة للسخرية
الليل والنهار
مثل هررة جبلية
يفترسان كما هائلا من الأصدقاء
بينما لم يزل مثل تنين بسبعة رؤوس
يقذف نار الأسئلة من البلكونة
والفناء يرشق سيفه في مثانته
ويمضي.
***
لم أكن سيئا إلا مع نفسي.
لم أكن سيئا إلا مع نفسي
أصنع من شراييني حبال أرجوحة لليتامى
أو حبل غسيل لأرملة
لتنشر سنواتها الأخيرة
مبقعة بالدم ورائحة البارود
أو جسرا متحركا
ليعبر العميان إلى بحيرة الضوء
لم أكن سيئا إلا مع نفسي
لم أفتح النار إلا على مخيلتي
لم أظلم غير الكائنات التي تعج بداخلي
لم أحلب عنزة أو بقرة
بل حلبت شطري الأسفل
في مكان مظلم مليء
بطبول غرائزي
وقرع النواقيس في دارة قلبي
أضحك مع الجدران على حياتي البائسة
إذ تزعق كل مساء
مثل جدجد ضرير
لم أكن سيئا مع الآخرين
مع الناس الذين يزرعون التوابيت
في حديقة رأسي
يملأون نهاري الأشيب بنعيق الغربان
يكسرون زجاج حواسي بإشارات مؤذية للغاية
ينتظرون المعجزة الكبرى
سقوطي المفاجىء في حفرة الماليخوليا
لم أكن سيئا إلا مع نفسي
لم أعاقب أحدا غير كلماتي
لم أكن سيئا إلا مع نفسي
أحترم الأشباح كثيرا
أحترم الموتى كثيرا
أدعوهم إلى الصبر والصلاة والموسيقى
في انتظار قيامة اللاشيء
أرمي ثيابي القديمة في البئر
لصديقي الذي انتحر
مساء الأحد الفائت
بسبب الفقد والفقر والنميمة
وهروب اللحظات الجميلة
من قبضته الهشة
لم أكن سيئا إلا مع ذئاب متناقضاتي
مع ينابيع جسدي المتوحشة
مع دببة الشك واليقين
التي تتقاتل تحت جلدي المغضن
أحترم السماء كثيرا
أحيانا أرشق بصري طويلا
منتظرا صحنا طائرا
أو نبيا رائعا يمر من هناك
حاملا مصباحا أو سلة مليئة بالأرز
كنت أضحك دائما
عندما تسقط تفاحة القلق على رأسي
أو في جنازة أحد الرهبان
عندما يطردني الله يوم الأحد
لأني أشرب طوفانا من الخمور المعتقة
وافترس ساعات طوالا من حياتي العابرة
لم أكن سيئا مع الذين ملأوا
فمي بالقش والضباب
وحياتي بالأكفان والنواح
الذين يخططون لقصف ما تبقى
من حياتي البائسة
لم أكن سيئا مع الآخرين
رفعت يدي طالبا من الله
بأن يرمي لي حبلا من السماء
لأكتشف مجوهرات اليقين
وعذوبة الفناء في الضوء الأبدي
غير أن جاري العربيد
سبقني مختطفا الحبل في رمشة عين
بينما بقيت أتخبط
مثل نسر مكسور الخاطر
بين الأماكن المحرمة.