والأُكسجين الذي نتنفس
يسقطُ دَمعُ بكائيةٍ بَاهِتُ اللونِ
كان يَوَدُّ التفتح كالصَحْوِ
أو يَتمدَّدُ مثلَ النَباتِ
على جُرُفٍ رَطِبٍ
أو يستطيعُ قَراءةَ أشعارِه العَاطفيةِ
كيف يُمكِّنُهُ الذُعْرُ
مِنْ ذَلكَ الآَنَ
يَملِكُ رأسًا مهشمةً
وصُراخًا على الصَدْرِ
يَكْفِي ليُنشِدَكم صَخبًا فَاضِحًا
يَتناسَبُ واللعناتِ التي تَتوالى
تراوده الكَائنات الرَهيفةُ
والشُرفات التي أغلقَتْهَا الأيَادي
وكانت تُطلُّ على البَحرِ
والرَّعَشَاتُ التي هربَتْ في الزَمانِ
وفَاجأتِ العَاشقينَ
ليُعْلِي عَقيرتَه بالغِناءِ
يُغطِّي على المَشْهَدِ الخَارجيِّ
ويَصنعُ حَفلًا لكم
أيها الضَائِعونَ على هذه الأرْضِ
يا أيها المُهمَلونَ
وأيَّتُهَا المُهْمَلاتُ
سنملأُ كُلَّ البَراميلِ خَمرًا
لنا أجمَعينَ
لنا نَحْنُ أَهلَ الخَراباتِ
والعَطَفَاتِ البعيدةِ
والغُرَفِ الدَاخليةِ
واللحظاتِ الحَميمةِ
والنَّهَجَانِ السَّريعِ
وعِطْرِ الكُولُنيا الرَّخيصِ
ونفسِ “الفَلالِين”
مَثقوبَةً عندَ سُرَّاتِ أطفالِنا..
سنَمْتَلِكُ السِينماتِ وأعشاشَ غابٍ
وأسماءَنا الحَرَكِيَّةَ
ألعابَنا الخَشبِيَّةَ
أسْلِحَةً صَدِئَاتٍ
تُدافعُ عن حقِّنا في الحَياةِ
نُؤلِّفُ حِزبًا جَديدًا تكونُ مَقرَّاتُه
دَوراتِ المِياهِ العُموميةِ..
اتبعُوني لنبني شُيوعيَّةً للأَحِبَةِ
كَهفًا لمُومْيَاتِنا في العَراءِ
ونَرْسُمُ مُجتمَعًا للطُيورِ الأليفةِ
نبْنِى مساكِنَ لم يَألفُوها ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعر مصري
القصيدة من ديوان (مساكين يعملون في البحر) يصدر قريبًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة