حلم الثالث عشر من سبتمبر
دعاء فتوح
ألهث خلف لحظة ملأتني بالشغف لا أذكر من أنا وما هو الرابط بيني وبين الأحداث التي اقتحمت حياتي، ما هي حياتي؟
تمر الأيام ونحن فوقها نطفو كأحلام غافية سرعان ما نصحو داخل أكفان بيضاء. الأرض وحدها تذكر الخطوات، لذلك أغرس قدمي في كل خطوة أخطوها علّها تترك أثراً، العادية والتكرار إيقاعات فجة تصبغ اللحظات أحيانا بالدهشة، هل أعرف ماذا حدث هناك بالفعل؟، أم من هناك يعرفني جيداً لدرجة أنه لا يراني فاختلط في ذراته كجزء شفيف يتنفسه هو ولا يشعر بي حقا، فإذا ركزت في نفس ما ارتبكت آلية التنفس، ولكنني كنت معك في غفوة حلم واحد، لماذا أنت ولماذا أنا لا أعرف حقا، فأنا وأنت مختلفين كحافتي نهر أحداهما رملي والآخر طيني ولكن بينها ماء عذب يحفظ ود غريب، وإذا التقيا انتهى ذلك الود، فنحن لسنا قطبين مختلفين تجاذبا بالاختلاف، قد نتكامل، ولكن كيف تكملني شفتين رفيعتين كحد السيف إذا مست روحي قسمتها..؟
قرأتك في صمت لأتوحد مع مجهول يطاردني، أنت تعشق التغير والتبدل فوق أسرة المومسات وأنا أعشق الصباح الصافي الذي يقطر من عيونهن المغسولة بدموع توبة نصوح.
بساطتي لا تناسب تعقيدك الدائم للأمور، كما أنني ممتلئة قليلا بالفرح الذي يتكثف في بسمة أهديها إليك كل مساء وأنت مقطب الجبين كالعادة تفكر فيما ضاع منك بالأمس. هل تملك الغد؟ هل تضمن لي أنك لن ترحل في الصباح تاركا فراشي مبلل بدموع مومس جديدة؟
الحب كان اختبارا جديدا وفي الحلم خسرته كالعادة، لحظة عانق كل منا الآخر تركنا دون ذنب واضح، فأنت موت مصفى وأنا حياة أنهكتها تعاقب الأيام فما الذي تعتقده عندما يقابل الموت حياة منهكة؟
أحبك؟
هل تسألني أم تقرر حقيقة واضحة؟
أنا أحب أنني أذبل وأذوى على طرف فمك كابتسامة تحاول الصمود ثوان معدودة ثم يمحوها الألم بقسوة.
نعم أشعر بالبرد فالشتاء قارس الآن وأنت هواء تنفسته فملئت رئتيّ واستقريت هناك مانعا دخول نفس آخر، ولكنني الآن ألفظك كنفس أخير وتسكنني كحياة أخيرة.. نرحل سويا..حبٌ يعانق كرهًا..حياة يعتليها موت.