كتب عنه الشاعر الكبير حلمي سالم
جسد لي ديوان محمود خير الله “كل ما صنع الحداد” برهاناً جديداً على أن الأيديولوجيا بالمعنى العميق لا السطحي، ليست سُبة في الشعر، بل هي ضرورة طبيعية فيه. إنما السُّبة هي رداءة الشعر سواء حفل بالأيديولوجيا أو لم يحفل، وهي اجترار المتكلس سابق الصنع، وهي الغرق في الشعارات الساخنة التي تزول بزوال مثيرها، وهي الذهاب إلى”القضايا”من”مراكزها”المعلنة السهلة المعروفة لا من”أطرافها”الخفية العصية المجهولة.
وكتب د.شاكر عبد الحميد دراسة مطوّلة عن الديوان بعنوان رمزيَّات اليد والموت في ديوان ‘كل ما صنع الحداد’ جاء فيها:
يكتب ‘محمود خير الله’ في قصيدته ‘عن عشرين إصبعاً ودمعتين’ عن ‘بعضنا، ذلك الذي يقضم الخبر أو يتأمل الفتارين ‘حيث نتجول أحياناً كثيرة دون هدف، نتكلم لكي نلون الساعات’ وربما نبكي’ لكن يظل هناك ذلك الخيط الموجود والحبل المشدود الذي يجعلنا حتى عندما نعبر الشارع مسرعين نضع هذا الحبل كي ‘يرفع ملابس العائلة عن الأرض’ هنا يظل هناك أمل، ورغبة في الارتفاع والطيران والتحليق، بعيداً عن الأرض والأوساخ والسقوط، رغبة في رفع الملابس ومن يرتديها بعيداً عن الأرض، ومن خلال ذلك الحبل المشدود بين شجرتين أو إنسانين، هكذا يكتب محمود خير الله عن الأطفال وعن الأمل وعن الوداع المؤقت، وعن الأسرة وعن الشجن وعن الحنين
وكتب عنه طارق إمام ‘كل ما صنع الحداد’: حبل مشدود بين شجرتين
تبدأ الذات الشاعرة النص بتأمل يدها، مناط الشر فيها، سوءتها الحقيقية.
لا تعري الذات جسدها، لا ترفع ورقة التوت عن عضوها الذكري، بل تعيد تعرية اليد ـ العضو العاري منذ نولد ـ مجازيا.
تنزع الذات الغطاء عن الكف التي تكتب، كأنها تقترف القصائد، اليد، المستقلة عن مشيئة الجسد، كأنه سلطتها التي يجب أن تحاربها.
اليد عورة الذات. اليد هي الفردية المنبتة عن قطيع أعضاء ملتصق بها، هي «يد تذهب إلى الموت بمفردها ».
اليد هي القطيعة مع النقاء الأول، « ولدت مسالمة/ وبعد دورة أو دورتين/ لم تعد يدا بريئة».
هكذا تطلق الذات الشاعرة تعريفها الشعري لنفسها، بمجاز يتكئ على عضو، «لا يتداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى»، يلخص وجود الذات كلها. تؤسس الذات عبر هذا النص الافتتاحي بالفعل، لوعيها بالوجود، لانقسامها على نفسها: « أخفيها عن نفسي أحيانا/ كأنها جثة/ لم تعد خشنة/ ولم تعد قادرة على ارتكاب شيء».
…………………………..
يمكنكم تحميل الديوان >>> من هنا