عمر فتحي المكاوي
كل صباح أنظر لشروق الشمس الذي لا يصل لي، أنظر لكل المساجين بجواري، لكل واحد منهم حكاية .
أخطط كل يوم للهروب من هذا القفص الذي التي جعلني عاجزا عن الحياة، كل الأيام تشبه بعضها: استيقاظ في الصباح والبحث عن طعام في الأطباق ولا أجد، ننتظر حتي وقت الظهيرة حتي يأتي الحاكم، ويملأ الاطباق بالطعام، و قد لا يأتي ونمضي اليوم دون طعام، وعندما يأتي يفتح الأبواب ويأخذ أطباق الطعام لملئها وفي هذه اللحظه يمكنني أن أهرب، لكن إذا اخطأت سيقضي علي.
بعد ملء الأطباق يتصارع المساجين للأكل قد يحالفك الحظ وتأكل وقد لا يحالفك وتقضي اليوم دون طعام، أما عن الماء فنحن نقضي أياما دون نقطة ماء، لم أخبر أيا من المساجين عن ما أخطط له، وفي اليوم التالي انتظرت حتي أتى وأخذ الأطباق، هنا تحركت بسرعة وفتحت الباب بفمي و انطلقت لكنه امسك بذيلى و بدأ بسحبه للخلف، صاح المساجين، ومع كل لحظه كنت أسرع من أجنحتي و فجأة انطلقت مع الريح، تعرف !!.. لقد أحسست بشعور رائع بينما الهواء يلاعب أجنحتي، قطع ذيلي لكني أخذت حريتي .
هكذا فقدت ذيلي وأنت كيف فقدت عينك؟
ـ كنت مسجونا أنا الآخر لسرقتي المال
ـ هل كنت تعرف أنك إذا سرقت ستسجن؟
ـ أجل كنت اعرف
ـ لماذا فعلت هذا إذن؟، كان من الممكن أن تموت فى السجن
ـ إن لم أسرق كنت سأموت من الجوع، لذا في كلتا الحالتين كنت سأموت لكن ها أنا الآن حصلت على حريتي، لكن كيف عدت إلى الأقفاص من جديد؟.
ـ دخلت محل الحيوانات بالخطـ و ها أنا الآن..
ـ أيها البائع أريد هذا العصفور .
حسنا أيها العصفور ها نحن في الشارع ها هي الحرية أمامك، لكن لا تجعلهم يمسكون بك من جديد فأنا لست موجودا دائما، خذ حريتك من جديد فالحرية لا تنطبق علي البشر فقط.
…………
*عمر المكاوي.. كاتب شاب في السادسة عشرة من عمره