حجرةُ فئران الذَّاكرة

حجرةُ فئران الذَّاكرة
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 

 

شعر : غادة خليفة *

قررتُ أن أنحرِفَ

عن الخطِّ الذي يؤبِدُني داخلَ العطشِ

فظهرتَ أنتَ

جاذبيةٌ شديدةٌ وابتسامةٌ تعرفُ

 

كَفُّكَ الكبيرةُ تحضُنُني

أخرجُ من مُصَافحتِكَ غائبةً- قليلا-ً

ومُخدرةَ الأصابعَ

أجدُكَ محفوراً برأسي

أجدكُ معي فجأةً

 

أنت تُجمِّدُ مشاعِرَكَ

كلما ارتفعت حرارَتُها

لأنَّني سأضعُكَ داخلَ قفصٍ

ولن تَتمكنَ من الطيرانِ مرةً أُخرى

 

أنا شِرِّيرَةٌ فعلاً

ربما سأحوِّلُكَ إلى شجرةٍ

كي أجلسَ تحتَ ظلِّك َ

برَحابةٍ

 

2

 

قلبي محترقٌ مثلَ بحرٍ بعيدٍ

 

لقد وضع دائرةً زرقاءَ حولي

وألقاني مع الورود الذابلة

تركني

مثلَ خطابٍ لم يُحسِنْ كِتَابَتَهُ

 

النجومُ تصنعُ مثلثاتٍ كثيرةً

هذا الجمالُ يدوَّخُني

يعصِفُ بي

يُحَوِّلُني إلى آلةِ بحثٍ

كلُّ ما تبحثُ عنهُ

هو أنتَ

 

قلبي مطفأةُ سجائرَ

ممتلئةً عن آخرها بالدُّخَان

مع ذلكَ تبرقُ

 

3

 

يا رائحةَ الهواءِ المحترقِ

يا بستانَ الضياعِ اليانع

يا صُرَاخَ العفاريت

يا علامةَ سُوءِ الطَّالع

يا حُجرَةَ فئران الذاكرة

يا مستنقعَ الجَمالِ الخالص

 

لا أُريدُكَ

 

لا

أُريدُكَ

 

صلابةُ قلبي تتكسَّرُ

فيتوهَّجُ

باليأسِ

 

زوَّجُوني إلى فرسِ النَّهرِ

لا تتركوا صراصيرَ الوساوسِ تنبُشُ ذاكرَتي

قيِّدُوا مَخالِبي التي تنغرسُ بلحمي

انزعوا عني الحنانَ الذي يؤلمُ

عيناى  تالفتان

من النُّورِ

خُذُوني إلى الظلامِ عُنْوةً

 

أطلقوا رَصَاصَ الرَّحمَةِ برأسي

كي أطير

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعرة وفنانة تشكيلية مصرية

 

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم