عبد الحفيظ طايل
أنا حارس مقابر
أعرف الموتى ويعرفونني
في الليل
نتسامر
نجلس حول أكواب الشاي الساخن
ندخن ونحكي
أحيانا
نمارس النميمة
خاصة إذا غاب أحدنا عن الجلسة
نخمن الأسباب
ومن يفز يحصل على جائزة
نعرف أن الحياة طويلة وشاقة
مملوءة بالكد والمجاهدة
لكننا نعرف
أن ما يبقى منها
هو بعض حكايات لطيفة
وبعض أغان
تصلح لجلسات السمر
أتركهم نهارا ليرتبوا لفاءاتهم مع الملائكة
يقولون لي
إنها لقاءات شخصية لا يجوزفضح تفاصيلها
لكنها على عكس الشائع جميعها لقاءات تليق بحكماء وملائكة
وأن الواحد منهم يكتشف ذاته فيها ويعود طفلا فرحا
الحكايات التي يحكونها
في جلسات السمر
مملوءة بالبهجة
حتى تلك التي تدور حول
مغالبة الحياة وصعوباتها
وكلها تدور عن زوال الخوف
أعرف الموتى وأعرف
عناوينهم القديمة
وفي وقت فراغي
أشتغل عينا لهم على أحبتهم
أذهب إلى حيث يقيمون
وأتسمع اخبارهم
ثم أحكي عنهم في الليل
حكايات عابرة
معولا على فطنة أصدقاء السهرة
ذلك يطمئنهم قليلا
لكنهم يكابدون الشوق
حتى أصبح بعضهم ينشد الشعر في سهراتنا
وبعضهم يغني
أغاني الحنين