“حارس التنين”.. حليب البقرة السحرية وحرب اجتياح التنين للعالم

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عندما يتم احتجازك على بوابة العالم بتميمة سحر - حتى لو كنت تنينًا كبيرًا وضخمًا - ستشعر بغضب شديد مثل سليبرانت العادل، ملك التنانين في رواية "حارس التنين: مغامرات الملاذ الأسطوري". هو تنين يحس بالتقاعد وبأن لديه طاقة كبيرة لكنها عاجزة عن التحقق، يتخلى عن فكرة أن يكون حليفًا للبشر ويسعى نحو الحرية والخلاص حتى لو كانت حريته تساوي دمار البشر.

 

*

ستعتمد الرواية على التضاد بين التنين بما يمثله من نار، وبراءة طفلين هما كيندرا -15 عامًا- وسيث -13 عامًا- يزوران مزرعة جدهما وجدتهما حارسي العالم السحري.. والمزرعة هي مكان غير موجود على الخريطة، مكان لحماية الهيكل الأسطوري. ولن تكون الحكاية قائمة على مغامرات العنف، لأنها تحمل أساطير وحكايات سحرية عن الولد والبنت اللذان رضعا حليب البقرة السحرية فيولا، ومن وقتها وهما يريان عالما لا يراه غيرهما من الأطفال، وأصبحا يمتلكان قدرات سحرية: “بعد شرب اللبن من فيولا، البقرة الحلوب السحرية، أصبح كيندرا وسيث يلحظان أن الفراشات هنا كانت في الواقع جنيات، وأن الماعز آلهة إغريقية والأحصنة كائنات خرافية”.

سيتورط الطفلان في عالم السحر، فنجد الصبي سيث يحرر شبحا من هذا العالم المخفي، ويقدمه هدية للساحرات الأخوات الثلاث. ويعتمد الكاتب براندون مول تفاصيل مدهشة عن الساحرات المربوطات على هيئة حلقة من وسطهن، واللاتي يستطعن قراءة أحداث المستقبل، لكنهن يعترفن أن ليس كل الأحداث التي يروينها ستمر إلى الواقع وتتحقق.

يراكم الكاتب براندون مول الكثير من الدهشة، فالشبح الذي يحرره سيث سيتحدث في عقله، بحيث يسمع صوتا بداخله، صوتا معدنيا باردا، وبكلمات ثلجية، يقول: “لا يمكن أن يكون لي منزل. فقط عدم الراحة…لا سلام ولا راحة”. وستصف الجنيات هذا الشبح “أنه رائع، الجوع، البرد، الوحدة، كل شيء يمكنك أن تجده في خادم غير ميت”. ليتحدث بذلك شخصيات الرواية بلغة سحرية تشبههم كثيرًا.

هذه الأحداث السحرية تصبح البوابة الأولى لدخول كيندرا وسيث حرب التنين لحماية العالم منهم، مع معرفتهم أن جماعة “حارس التنين” – الجماعة التي احتجزت كل التنانين الشريرة والقاتلة- قد انتهت ولم يبق غيرهما للمواجهة.

 

مبرر الشر

على الناحية الأخرى ستقدم الرواية ربما سؤالا عن الحرية والمسؤولية وهو ما لا يستطيع التنين إحداث توازن بينهما. فلم يعد الهيكل المقدس الذي يقيم فيه التنانين هو المكان السعيد، وكل ما يفكرون فيه هو اجتياح الأرض، وفك طلاسم السحر الذي يبقيهم بعيدًا عن العالم، والتنين مستعد في مقابل استعادة حريته أن يمارس الشر. يريد التخلص من المكان الذي يبدو سجنًا وأن يطيح بمن يحتجزونه ويعيد العالم إلى عصر التنانين. ومن الواضح أن دوافع الشر عند التنين ترتبط بحريته ويلغي أي مبدأ مسؤولية من ناحيته تجاه البشر، لأنه يريد الانتصار لنفسه على حساب الآخرين، يصبح بذلك المنفى هو المكان الحقيقي الملائم له.

تنتهي الرواية بانتصار الطفلين على التنانين بعد خوض مغامرات كثيرة.، وتقتل كيندرا الملك التنين في المعركة.

الشيطان سيكون في خلفية الأحداث، يحول كائنات النور إلى كائنات ظلام، وستتحدث الساحرات الأخوات عنه، حين يسأل سيث الساحرات الأخوات: “ألا تحصل الساحرات على قواهن من الشياطين”. فترد الساحرة الأخت أورنا: “هذا أكثر أو أقل من الحقيقة، لكن القوة تأتي بثمنها” مستعملة كتفيها لمسح دموعها المبتهجة، “الشياطين رعاتنا، لكن نادرًا ما يكونون أصدقاءنا. الخوف والاحترام ليسا كالحب. وسقوط شيطان كبير قد يكون .. ممتعًا”.

 

عن الملاذ

 سيعتمد الكاتب براندون مول على فكرة التضاد بين القوى الخارقة والبراءة وبين سلاح النار الذي يحويه التنين بداخله واللبن الذي حول الصبي والصبية إلى كائنات سحرية خيرة. يتقابل بذلك عالم النار أو المنفي وعالم المزرعة البريئة. وقدم الرسام براندون دورمان صورًا مميزة للتنين والأطفال.

تكون بذلك رواية “حارس التنين”، رواية ضمن سلسلة مغامرات “الملاذ الأسطوري”  بطلاها الطفلان نفسهم كيندرا وكيث ليكملا المغامرات، مما يصنع ألفة لدى القراء. وأضاف الكاتب لهم شخصيات جديدة، مع حس الإثارة واللمسة الساخرة الكوميدية في الأحداث.

 وقد بدأ براندون مول في إصدار سلسلة “الملاذ الأسطوري” منذ عام 2006، وأصبحت من أكثر الكتب مبيعًا. ويلحظ أن الكاتب يعمل ضمن خطة لأنه أعلن عن هذه الرواية -“حارس التنين” – عام 2013، وقال أنها ستصدر 14 مارس 2017، وسيتبعها أربع روايات أخرى تكمل السلسلة. وقد تم ذلك بالفعل، وصدر الكتاب منذ أيام وحقق في تلك الأيام أصداء ملحوظة، إذ قرأه كثيرون وقاموا بكتابة عروض له. وقد اشترى كلارك شافير صاحب أستوديوهات شافيير حقوق ملكية “الملاذ الأسطوري”، ويعمل مع المؤلف على إخراج فيلم مأخوذ عن الرواية.

يذكر أن براندون مول كاتب أمريكي، عمل في حياته كوميدياناً وكاتب ملفات، ومنفذ دعايا أفلام، ومعبئ دجاج. ويعيش حاليًا مع أولاده الأربعة وكلبه بافي، ليصبح الكاتب الأكثر مبيعًا، وصاحب سلاسل مغامرات أخرى عديدة، مثل: “الممالك الخمسة”، “حرب محلات الحلوى”، وغيرها. ويرفع شعار: “الخيال يمكنه أن يأخذك إلى أماكن”.

 

بريفيو:

اسم للكتاب: “حارس التنين، الملاذ الاسطوري”

المؤلف: براندون مول

رسوم:. براندون دورمان

نشر في: مارس 2017

 

 

مقالات من نفس القسم