مبدئياً ، يبدو منطق الجولة الذي تحمله القصائد عنواناً لها ، منطقاً سردياً ، يحيل إلى الاستطلاع مثلما يؤكد على هيمنة الحضور المكاني، أو مجمل الأماكن التي تعبرها الجولة .. بينما يجيء الليل ــ كإحالة زمنية متممة للعنوان ــ ليحيل دلالياً إلى الغامض، المنسي والخافت، والمسكوت عنه . الليل كهامش . لا تُخيِّب القصائد ظن هذا العنوان العام ، و هو نفسه عنوان واحدة منها .. فنحن أمام شعريةٍ لا تخلو من السرد ولا تتخلى عنه .. لا يغيب عنها منطق ” القص ” إلا نادراً ، كما أننا إجمالاً نواجه في قصائد المجموعة عالماً مغرقاً في الظلمة ، على تنوع دلالاتها :بين عتمة الذاكرة ، و الضوء الشاحب للمسافة بين المتحقق و غير المتحقق، وهي ذاتها المسافة بين المتخيل و الماثل المتعين.
ثمة استبعاد قاسٍ للنوستالجيا ، رغم أن منطق التذكر ــ في فضائه الاتفاقي ــ نادراً ما يستغني عنها ، غير أن أداء اللغة ــ الأقرب للمشهدية التي تستعين بلغة محايدة ــ نجح في ذلك ، باعتماده الإيحاءات التي تخلقها المفارقات المتعاقبة داخل المشهد . يدعم ذلك استبعاد للفعل ” كان ” و أقرانه بحيث يتحقق المشهد آنياً رغم ماضويته .
” على رصيف بوسط المدينة / عثرنا بكنز من لمبات النيون التالفة / ملقاة ، العشرات منها هشمناها في نشوة احتفالية / على قرميد الأرصفة ، بأحذيتنا ، و على الإسفلت الخاوي لفجر القاهرة / لم نبق حتلى على الشظايا / تركناها كغبار السكر فوق عتمة الإسفلت و القرميد / و بعدما خفتت حمأة التحطيم / تبخر شيء منا في الهواء إلى الأبد ” .
(2)
إن منطق ” الإقصاء ” يبدو المحرك المهيمن لهذه الشعرية ، لا تزيد في اللغة ، لا اندياحات ،لا مجال لاجترارات تسمح بتأثير عاطفي ، حتى في تلك المواضع المهيأة بطبيعتها لذلك . هناك اتكاء على اللغة الجافة ، الشظفة ،غير المتورطة شعوريا . اللغة التي تستبعد إمكاناتها المتاحة ، و تستند ــ مرة بعد الأخرى ــ على أقل عدد من الدوال .
الأنا تكاد تكون في جولة ليلية “هو” ، تتحدث عن نفسها كآخر ، مزيحة حمولات عاطفية ثقيلة ، و متكأة في الوقت ذاته على موقعها في الهامش ، و تموضعها في النسبي ، غير أن ثمة انزياحا هنا ــ سأقاربه بعد قليل ــ عن الاكتفاء بالماثل و اليومي و العابر ، رغم حضوره ، إذ هناك محاولات لتجاوزه إلى الخفي و المبهم و المفارق .
الذات الشاعرة في قصيدة ” جولة ليلية ” على سبيل المثال ، تتخذ ضميرين ، ال ” هو ” الغائب ، و ال ” أنت ” المخاطب ، في تأكيد على ابتعاد الذات الآنية : الأنا ” عنها .. و عبر ذلك تخلق التفاتها الواضح للمكان ــ و هو الالتفات الذي ينسحب على قدر غير قليل من قصائد المجموعة ــ باستكناه تحولاته تارة ، و بالنظر فيما ينطوي عليه من إمكانات تحريف تارة أخرى . في رحلتها تكتشف الذات ــ المموهة بدورها ، و التي تبدل أماكنها هي الأخرى ــ أن الأماكن غيرت من مواضعاتها الجغرافية : ” فلماذا في الليل / تزحزحت الصيدلية عن مكانها / لأربع بنايات على الأقل ؟ ” . المكان دائماً محط اختبار بين لحظتين متباعدتين في الزمن : ” لم يكن يعرفن / راهبات القلب المقدس / عندما استوطنّ أرض غمرة بريدانية مصر / أن جسر ” باغوص ” العلوي / الذي ينحدر صوب الشرابية / سيخترق الأفق أمام نوافذهن العالية / سيكون القمر ساطعاً / عندما يمر أمامه المتسكعون / في ليالي الصيف فوق الجسر الحديث / فرادى و جماعات / ليتلصصوا على العري المقدس ” . إن هذه القصيدة ” من علم العمران ” تبدو نموذجاً لأداء القصائد حيال المكان في لحظته القديمة و الحديثة ، و أيضاً في تأكيد سمة دلالية تنتشر عبر القصائد في عادية الحاضر ، و فردانيته ، حيال استثنائية الماضي ــ و كل ما هو ماض في الحقيقة ــ و جمعيته . تلصص الحاضر على عري الماضي سمة دلالية واضحة ، تتخذ من المكان ساحة لها ، كما في ” التذكر علم .. النسيان جهل ” ــ و لاحظ دلالة العنوان نفسه ــ حيث : ” المشهد بأكمله يأتيني / كتآلف بين نقيضين / في منهج جدلي للذكريات ” و حيث صارت ” المسافة بين السريرين / كمسافة بين مدينتين يفصلهما نهر ” وهي نفسها المسافة ” بين الواقعة و ذكراها ” .
الذاكرة هنا ليست الذاكرة الجمعية بهمها المشترك، إنما تظل ذاكرة لها سمة الفردية ، حتى لو تحول ضمير الذات الشاعرة إلى ” نحن ” الدال على الجماعة ، مثلما في قصيدة ” نهاية المراهقة ” ، و حتى لو اقتربت من إحالات قريبة من الذاكرة الجمعية كما سأفصل بعد قليل .
النهار و الليل ــ بنفس المنطق ــ كدالين ضدين ، يأتيان في هذا السياق الزمني كإحالة للماضي و الحاضر ، لكن على عكس المتفق عليه . فاإذا كان النهار دائما على المستوى الرمزي قرين الحاضر بينما الليل قرين الفوات .. إلا أن الذات الشاعرة تقلب هذه الدلالة .ليصير الليل هو الحاضر و النهار هو الغائب .
(3)
تبدو المجموعة مبنية على عدد من المتتاليات ، تضمها وحدات غير مفصولة إشارياً . باعتماد ذلك ، نجد أنفسنا أمام ثلاث حركات رئيسية ، تحيل لانتقالات ملحوظة . هناك القصائد التي تحدد تموضعات الذات ، في اختبارات متتالية ، مثل قصائد : نهاية المراهقة ” ، ” التذكر علم .. النسيان جهل ” ، ” جولة ليلية ” ، و “اتفاق ضمني “.. تحيل تلك القصائد ــ الأولى في المجموعة ، و التأسيسية ــ لحركة أخرى ، ترصد من خلالها الذات ذواتا مفارقة ، لها أبعاد واقعية ، لكنها نائية في الزمان و المكان و اللحظة الوجودية . إن محمد القصبجي ” مثلا هو الذات المهيمنة في قصيدة ” لحن جديد ” ، و ” راهبات القلب المقدس ” هن مركز نص ” من علم العمران ” . هنا عمل دؤوب للذهن ، يمزج التأريخ بالتعميق اللحظي .. و يشخصن المشهد العام ، الماثل في الذاكرة الجمعية .. ليمهد للحركة الثالثة ، التي تأتي محملة بقدر كبير من التحريف ، و إعمال طاقة التخييل ، و هيمنة الافتراضات الهذيانية أو اللا معقولة. الذات في قصائد تلك المنطقة يمكن أن تتساءل : ” لماذا لا أجرب أن آكل شيئا جديدا / كخارطة السودان مثلا ؟ / أو آكل دلتا مصر في قطاع طولي ؟ / أو آكل مكتبة هائلة / أو قاموسا للغة الفرنسية ؟ ” النصوص التي تسير في هذا الاتجاه تنطلق إلى نزع المألوفية ، ولا تقف عند ذلك ، بل تستحضر عوالم خيالية ــ تبدو أقرب في بعض القصائد للمخيلة الطفولية ــ لتتملاها . هكذا يمكن أن تحضر ملكة في حديقة من عصر الرومانس كما في ” رومانس “أو ساحرة شقراء قادمة من الغابة السوداء في ” الساحرة الشقراء ” . لحظات مفارقة تماما للوعي التجريبي للذات تحضر و تفرض وجودها في النصوص الأخيرة بالمجموعة . وكأن المجموعة انطلقت ــ حسب ترتيب القصائد ــ من الماثل للخفي ، من المحسوس للمجرد ، من المرئي للمستكنه .. ربما ليس من الإفراط في التأويل في هذا السياق ملاحظة أن المجموعة تبدأ بمشهد يؤكد على اليقظة ، بينما انتهت بمشهد يؤكد على تعميق الحلم ، والوجود اللاواعي : ” أحاول نقب ثغرة في جدار نومي / أعبر منها إلى الجهة الأخرى ” . كأن الذات ترصد ــ عبر رحلة متعرجة ــ انتقالاتها و تألباتها بين خبرات متراوحة ، باحثة في الطرق الوعرة العامرة بالنتوءات عن ممر معبد يصلح للسير .. رحلة من النهار لليل ، من الحاضر للغائب ، من الماثل للمفارق .. و من السرد للشعر .
عودة إلى الملف
جولة ليلية.. الزمن كمسكوت عنه
طارق إمام
(1)
ثلاث عشرة سنة فصلت بين صدور المجموعة الشعرية الأولى لياسر عبد اللطيف “ناس وأحجار”، (1995) وظهور مجموعته الثانية، “جولة ليلية”، (دار ميريت، 2008). المسافة بين الكتابين بعيدة، سيما وأن المجموعة الجديدة ضمت اثنتي عشرة قصيدة ــ أي بمتوسط يقل من قصيدة كل عام ــ أغلبها قصيرة .
مبدئياً ، يبدو منطق الجولة الذي تحمله القصائد عنواناً لها ، منطقاً سردياً ، يحيل إلى الاستطلاع مثلما يؤكد على هيمنة الحضور المكاني، أو مجمل الأماكن التي تعبرها الجولة .. بينما يجيء الليل ــ كإحالة زمنية متممة للعنوان ــ ليحيل دلالياً إلى الغامض، المنسي والخافت، والمسكوت عنه . الليل كهامش . لا تُخيِّب القصائد ظن هذا العنوان العام ، و هو نفسه عنوان واحدة منها .. فنحن أمام شعريةٍ لا تخلو من السرد ولا تتخلى عنه .. لا يغيب عنها منطق ” القص ” إلا نادراً ، كما أننا إجمالاً نواجه في قصائد المجموعة عالماً مغرقاً في الظلمة ، على تنوع دلالاتها :بين عتمة الذاكرة ، و الضوء الشاحب للمسافة بين المتحقق و غير المتحقق، وهي ذاتها المسافة بين المتخيل و الماثل المتعين.
ثمة استبعاد قاسٍ للنوستالجيا ، رغم أن منطق التذكر ــ في فضائه الاتفاقي ــ نادراً ما يستغني عنها ، غير أن أداء اللغة ــ الأقرب للمشهدية التي تستعين بلغة محايدة ــ نجح في ذلك ، باعتماده الإيحاءات التي تخلقها المفارقات المتعاقبة داخل المشهد . يدعم ذلك استبعاد للفعل ” كان ” و أقرانه بحيث يتحقق المشهد آنياً رغم ماضويته .
” على رصيف بوسط المدينة / عثرنا بكنز من لمبات النيون التالفة / ملقاة ، العشرات منها هشمناها في نشوة احتفالية / على قرميد الأرصفة ، بأحذيتنا ، و على الإسفلت الخاوي لفجر القاهرة / لم نبق حتلى على الشظايا / تركناها كغبار السكر فوق عتمة الإسفلت و القرميد / و بعدما خفتت حمأة التحطيم / تبخر شيء منا في الهواء إلى الأبد ” .
(2)
إن منطق ” الإقصاء ” يبدو المحرك المهيمن لهذه الشعرية ، لا تزيد في اللغة ، لا اندياحات ،لا مجال لاجترارات تسمح بتأثير عاطفي ، حتى في تلك المواضع المهيأة بطبيعتها لذلك . هناك اتكاء على اللغة الجافة ، الشظفة ،غير المتورطة شعوريا . اللغة التي تستبعد إمكاناتها المتاحة ، و تستند ــ مرة بعد الأخرى ــ على أقل عدد من الدوال .
الأنا تكاد تكون في جولة ليلية “هو” ، تتحدث عن نفسها كآخر ، مزيحة حمولات عاطفية ثقيلة ، و متكأة في الوقت ذاته على موقعها في الهامش ، و تموضعها في النسبي ، غير أن ثمة انزياحا هنا ــ سأقاربه بعد قليل ــ عن الاكتفاء بالماثل و اليومي و العابر ، رغم حضوره ، إذ هناك محاولات لتجاوزه إلى الخفي و المبهم و المفارق .
الذات الشاعرة في قصيدة ” جولة ليلية ” على سبيل المثال ، تتخذ ضميرين ، ال ” هو ” الغائب ، و ال ” أنت ” المخاطب ، في تأكيد على ابتعاد الذات الآنية : الأنا ” عنها .. و عبر ذلك تخلق التفاتها الواضح للمكان ــ و هو الالتفات الذي ينسحب على قدر غير قليل من قصائد المجموعة ــ باستكناه تحولاته تارة ، و بالنظر فيما ينطوي عليه من إمكانات تحريف تارة أخرى . في رحلتها تكتشف الذات ــ المموهة بدورها ، و التي تبدل أماكنها هي الأخرى ــ أن الأماكن غيرت من مواضعاتها الجغرافية : ” فلماذا في الليل / تزحزحت الصيدلية عن مكانها / لأربع بنايات على الأقل ؟ ” . المكان دائماً محط اختبار بين لحظتين متباعدتين في الزمن : ” لم يكن يعرفن / راهبات القلب المقدس / عندما استوطنّ أرض غمرة بريدانية مصر / أن جسر ” باغوص ” العلوي / الذي ينحدر صوب الشرابية / سيخترق الأفق أمام نوافذهن العالية / سيكون القمر ساطعاً / عندما يمر أمامه المتسكعون / في ليالي الصيف فوق الجسر الحديث / فرادى و جماعات / ليتلصصوا على العري المقدس ” . إن هذه القصيدة ” من علم العمران ” تبدو نموذجاً لأداء القصائد حيال المكان في لحظته القديمة و الحديثة ، و أيضاً في تأكيد سمة دلالية تنتشر عبر القصائد في عادية الحاضر ، و فردانيته ، حيال استثنائية الماضي ــ و كل ما هو ماض في الحقيقة ــ و جمعيته . تلصص الحاضر على عري الماضي سمة دلالية واضحة ، تتخذ من المكان ساحة لها ، كما في ” التذكر علم .. النسيان جهل ” ــ و لاحظ دلالة العنوان نفسه ــ حيث : ” المشهد بأكمله يأتيني / كتآلف بين نقيضين / في منهج جدلي للذكريات ” و حيث صارت ” المسافة بين السريرين / كمسافة بين مدينتين يفصلهما نهر ” وهي نفسها المسافة ” بين الواقعة و ذكراها ” .
الذاكرة هنا ليست الذاكرة الجمعية بهمها المشترك، إنما تظل ذاكرة لها سمة الفردية ، حتى لو تحول ضمير الذات الشاعرة إلى ” نحن ” الدال على الجماعة ، مثلما في قصيدة ” نهاية المراهقة ” ، و حتى لو اقتربت من إحالات قريبة من الذاكرة الجمعية كما سأفصل بعد قليل .
النهار و الليل ــ بنفس المنطق ــ كدالين ضدين ، يأتيان في هذا السياق الزمني كإحالة للماضي و الحاضر ، لكن على عكس المتفق عليه . فاإذا كان النهار دائما على المستوى الرمزي قرين الحاضر بينما الليل قرين الفوات .. إلا أن الذات الشاعرة تقلب هذه الدلالة .ليصير الليل هو الحاضر و النهار هو الغائب .
(3)
تبدو المجموعة مبنية على عدد من المتتاليات ، تضمها وحدات غير مفصولة إشارياً . باعتماد ذلك ، نجد أنفسنا أمام ثلاث حركات رئيسية ، تحيل لانتقالات ملحوظة . هناك القصائد التي تحدد تموضعات الذات ، في اختبارات متتالية ، مثل قصائد : نهاية المراهقة ” ، ” التذكر علم .. النسيان جهل ” ، ” جولة ليلية ” ، و “اتفاق ضمني “.. تحيل تلك القصائد ــ الأولى في المجموعة ، و التأسيسية ــ لحركة أخرى ، ترصد من خلالها الذات ذواتا مفارقة ، لها أبعاد واقعية ، لكنها نائية في الزمان و المكان و اللحظة الوجودية . إن محمد القصبجي ” مثلا هو الذات المهيمنة في قصيدة ” لحن جديد ” ، و ” راهبات القلب المقدس ” هن مركز نص ” من علم العمران ” . هنا عمل دؤوب للذهن ، يمزج التأريخ بالتعميق اللحظي .. و يشخصن المشهد العام ، الماثل في الذاكرة الجمعية .. ليمهد للحركة الثالثة ، التي تأتي محملة بقدر كبير من التحريف ، و إعمال طاقة التخييل ، و هيمنة الافتراضات الهذيانية أو اللا معقولة. الذات في قصائد تلك المنطقة يمكن أن تتساءل : ” لماذا لا أجرب أن آكل شيئا جديدا / كخارطة السودان مثلا ؟ / أو آكل دلتا مصر في قطاع طولي ؟ / أو آكل مكتبة هائلة / أو قاموسا للغة الفرنسية ؟ ” النصوص التي تسير في هذا الاتجاه تنطلق إلى نزع المألوفية ، ولا تقف عند ذلك ، بل تستحضر عوالم خيالية ــ تبدو أقرب في بعض القصائد للمخيلة الطفولية ــ لتتملاها . هكذا يمكن أن تحضر ملكة في حديقة من عصر الرومانس كما في ” رومانس “أو ساحرة شقراء قادمة من الغابة السوداء في ” الساحرة الشقراء ” . لحظات مفارقة تماما للوعي التجريبي للذات تحضر و تفرض وجودها في النصوص الأخيرة بالمجموعة . وكأن المجموعة انطلقت ــ حسب ترتيب القصائد ــ من الماثل للخفي ، من المحسوس للمجرد ، من المرئي للمستكنه .. ربما ليس من الإفراط في التأويل في هذا السياق ملاحظة أن المجموعة تبدأ بمشهد يؤكد على اليقظة ، بينما انتهت بمشهد يؤكد على تعميق الحلم ، والوجود اللاواعي : ” أحاول نقب ثغرة في جدار نومي / أعبر منها إلى الجهة الأخرى ” . كأن الذات ترصد ــ عبر رحلة متعرجة ــ انتقالاتها و تألباتها بين خبرات متراوحة ، باحثة في الطرق الوعرة العامرة بالنتوءات عن ممر معبد يصلح للسير .. رحلة من النهار لليل ، من الحاضر للغائب ، من الماثل للمفارق .. و من السرد للشعر .