جغرافيا البيوت

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

رضا أحمد

ولدت في ظلال بيت
ابنا وحيدا
لعائلة من أوسمة ونياشين،
ولك أنف بوظيفة
ورتبة.
تخلط نباحك بالبخور
لتضيع في زحام المريدين،
يبقيك هذا خائفا من الأصوات الغريبة،
يمنحك أفضلية خطوة
فتنجو من الأحاديث الشائكة
عن الحب
والجنس.
يبدو بيتك نظيفا
مهندما
خاليا من الإيقاع
ومن التورط؛
لكنه هش
يتمزق لو تطلعت إلى ندوبه.
أصابعك تبحث في خريطته
عن معنى الحياة
عن نافذة مضيئة
وعن الغريزة في ذروتها.
الوحدة أن تأتي اسمك
صامتا
وكثيرا ما تنتبه لحروفه
تسقط
فوق رأسك
كعفن ليلي
يلطخ وجه القمر
بكوابيس تفسد مذاقه وشهيتك.
حياتك تمضي في سباتها
شفافة
حتى أنك ترى المخالب التي تخدشها
وأنيابا تزرع فيها النور واللبلاب،
وتبدو الرغبة
مثل عجوز تدلل سريرها
بالرجال والهدايا.
تحبو خلف بيت
وحين تصل إلى العشب
الذي وضعه الجزار؛
تجد أن السكين لن يمتد إلى عنقك
أنت هزيل حتى في الموت.
عهدت نفسك أسير
ولائم عظيمة؛
فوجدت أمك تنقع عينيها في الضوء
وتحكي قصتها
مذ كانت بذرة
في صحن الأمير
إلى أن صارت جوهرة في جحر.
يفتنك التاريخ تحت سرتها
وخطوتها الثقيلة حين تودعك،
تطير خلفها من سرير إلى سرير
من امرأة إلى أخرى
ومن رب إلى آخر
ترتقي
إلى أن تكترث للجوع
وهو يتكور كحجر فوق صدرك.
تقف جوار صورتها
لماذا تمتلك فساتين الزفاف
كل هذه الأبدية؟
عليك أن تتذكر
رائحة الطمي حين تقبلك
وإوزتها النعسانة تحت ركبتها،
وبين نهديها
ترش الحصى
وتصغي إلى الطالع.
تقف تحت سقف بيت
بملابسك الرسمية
وهيئتك الملفقة
كما لو كنت نزيل نشيد لا ينتهي.
زرعت سبعة فخاخ
حول جثتك
وحين اقترب منك رجل تعرفه؛
وضعت رأسك
داخل مشنقة
وغبت.
كنت بحاجة إلى عائلة
فانضممت إلى سرب نمل،
بحاجة إلى رفيق
عذبت صرصورا بالغناء لك،
وحين أردت وجبة وبضع ابتسامات
وضعت كرسيين في ذاكرتك
وبدأت في البكاء
وحبيبتك تبتعد بشالها البرتقالي
تبتعد
ورائحة شواء
تستغيث في المطبخ.
تنتف ريش بيت
وتتمنى أن يغفر لك
تهذيب شاربك لتبدو مرآتك
جميلة
وأنثى.
تهرب ببيت
من حريق؛
هذا ليس حزنك كله
هذه
كناسة الأحلام.

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم