ترقص غير آبهة بمن يلتاكها
في شارع ما زال يعبره الحفاةُ الكادحون,
ولم يعوا من وصفه إلا رصيف المخبز البلدي,
لا يدرون من سمّى الشوارعَ,
لا عليهم,
كل ما يعنيهمو خبزُ الصباح,
وكوبُ شاي,
إنْ بنعناعٍ وإنْ لا,
لستُ أدري,
كل ما في الأمرِ أنثى تعبرُ الآن القصيدة.
***
جسدٌ أُحاديٌّ تقدّس سِرُّه,
لا يقرأ الفنجانَ في الصلوات,
لكنْ يقرأ الشعرَ المُغنّى,
رغبة الأنثى إذا ما استسلمت في خلوةٍ محمومةٍ
لا تستكين من الصبابة,
حكمة الصوفيّ حين يلوكُ بعضَ دعائه,
أنثى تداعبُ بعضها نزقا وتهذي,
ربما مسٌّ حميميٌّ غشاها,
لست أدري…
كل ما في الأمرِ عفريتٌ تسَرَّى بوليدة.
***
تأتي على جسدِ القصيدة,
كلما آنستُ معنىً ضاق بي صوتي,
خلاسيٌّ إذا ما افتضَّ من شبقٍ,
وأرخى ضفتيه على غلالته الرقيقة,
نزّ بالحمّى,
وشقّ الكهف,
شقّ الكهف حتى ينزوي متوحدا في ذاته وجدا,
وغنّى حلمه الورديّ,
لم ييأس,
ولم تيأس,
تماهت فيه حتى ظنّها جسدا هلاميا
يشفُّ عن الغواية,
كلما صبأتْ أعادتْ وجهها للنار
تعبُدُه,
وتسخرُ من قداسته,
رسولٌ وجهها للوالهين,
تعيْ مكامنَه الخبيئةَ,
لست أدري…
كل ما في الأمرِ أنثى ومكيدة.
***
جسدٌ بغيٌّ لا يمس النار مرتبكٌ
كنصٍ مُشْبَعٍ بالنثر,
تكتبه نساءٌ عاشقات للحكايا,
ليس من أفكارهن الجنس,
لا يمنحن أبطال الرواية
حقهم من سلطة الأجناس,
يكتبن القصيدة دونما وزنٍ غنائيّ,
نساءٌ عاشقات للحديث الحرِّ,
تفاحٌ شهيّ ناضجٍ للحبِّ,
وردٌ ناعمٌ ” لا يجرح الخدين”
سحرٌ غامضٌ مُتخَلّقٌ من نطفةٍ نشوى,
شرابٌ سائغٌ,
وحمامتان تعلقان قلادتين على جدارٍ جانبيٍّ,
نزوتان شبيهتان تروضان قصيدةً غزلية,
أنثى و أنثى…
ربما مثليتان,
وربما شخصان ملتبسان في نصِّ الرواية,
لست أدري …
كل ما في الأمرِ نصٌّ في جريدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* رئيس تحرير مجلة عبقر
خاص الكتابة