ثلاثة نصوص

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 وئام غداس 

 موت مؤقت

لم أشترِ للآن هاتفاً ذكيّاً 
لكنّي أربّي بحرص قلبي الغبيّ 
قلبي الذي لا يرى أبعد ممّا يريد رؤيته 
يتعامى عن سوءاتِ سكّانه 
لذلك ينعم بالصحة الجيدة
هكذا يقول تخطيط آلة الطبيب


*
مشيتُ حافية في كلّ أحلامي
حتى قرّرتُ يوما النوم بحذائي الرياضيّ 
ولما تأهّبت مثل العادة للقفز من فوق القنطرة 
طار الحذاء 
وتكسّرت أصابعي 
صوت بعيد كان يأتي من غرفتي:
“كالأطفال أقلع حذائها
ماتت به
الفايسبوك لم يعد يتركها تفعل شيئا!”
أظنّ كانت ماما
*
أشربي الشاي الأخضر 
لا تكثري من القهوة والسجائر
ولما تموتين 
خذي كلّ أشباحكِ معك 
الأرض لا تحتاجها 
وأسنانكِ أيضاً 
ثمة ما يكفي من القواطعِ الحادّة ههنا
أتركي لنا لحظات بلوغك النشوة
تعرفين الأورغازم؟ 
نعم هو هذا
سنزرعها في شقوق الأرض 
من يدري، قد تُفرغ وحشتها!

 *****************************

 

كوب قهوة بالحليب

تأخّر الصباح لكن أصدقائي كلهم نائمون
تعوّدت أن لا أجد أحدا في أول كل شيء
أشعر بالحزن حتى يبرد كوب القهوة بالحليب
             

**

أشعر بالحزن حتى يبرد كوب القهوة بالحليب
وأشيح بوجهي عن قصائد الآخرين
أقول لأقراطي على حافة الكوميدينة
أنا لست سيئة 
لكني تعبت,,
استهلكت من طاقتي كثيرا فيما مضى
وفي الحبّ كانت القفزات الحرة 

غير المحسوبة صنعتي الأثيرة
لا فكرة لي عن الرصاص الطائش
لكن شبهي الطويل بها خلق نوعا من الالفة بيننا في المرآة
الترنّح في هواءٍ حرّ 
والإنطلاق الواثق نحو وجهة غير معروفة
سألقي برأسي على كتف إسمك آخر النهار
وسوف أشعر بالحزن في طريق العودة إلى البيت
في حافلة العَملة أشعر بالحزن
في تأمل بعوضة تحط على يدي أشعر بالحزن
وأشعر بمغص الحروف 
عندما أشدّ عليها 
أقبض على القاف بين أسناني
وأمشي بها مسافات طويلة متدلية من فمي
لأن عيوني حمراء في الخوف
أشعر بالحزن ..
لدموع الدوالي النحيلة في أقدامي
أشعر بالحزن..
لرسني المنفلت من يد الحنان
ذات نزهة شِعرٍ خفيفة
وكلما ظنني أحدهم كلبة تائهة

 **********************

إلى آخر الحبّ

اسحبني إلى آخر الحبّ
وثبّتني في ذروة التلّ
دعني أرى الهوّة من أعلى 
حيث يسقط في النهاية كلّ شيء 
من بينها كلمة: “لن أتخلّى عنكِ” 
هاهي وقد سقطت من أفواه كثيرة
أراها نقطة صغيرة جدا من بعيد
في القاع نملة دامية
ومنذ أعوام مجرّة أحلام
**
اسحبني إلى آخر يدك 
لم أجدني في خطِّ الحبّ 
لكن تأمّل كيف يتكسّر في الوسط خطّ الحياة
أنا موتكَ الصغير ذاك .. موتكَ القصير
حيث نجوتَ
**
اسحبني إلى آخر هذا الحائط الوهميّ 
في بيت لم تتبقّ منه سوى كومة هذي الحجارة
كنتُ أصنع لك قصيدة باردة وبيضاء
نسكنها سوية في الحرب 
هدمتُها 
بعدما سحبكَ إليّ ذات صباح سرب عصافير
جثّة هامدة 
هززتُ كتفاي 
وهدمتُها بفأس صامتة 
كيلا يسكنها أبداً 
أبداً من بعدنا 
أحد !

 

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم