لماذا أهتم بتجربة أشرف عبد الباقي؟ لأنني قبل أن أبدأ الكتابة، كنت قارئة نهمة، أعشق الكتب وأتخيل أن كتّابي المفضلين أصدقائي، صادقت تشارلز ديكنز وشكسبير وأنا في المرحلة الابتدائية، وفي الإعدادية كان صديقي المقرب نزار قباني – ولا زال – وفي الثانوية أحببت محمد المخزنجي ويوسف السباعي ويوسف إدريس، وفي الجامعة أحببت الكثير من الكتّاب، كلما قرأت لشخصًا يكتب بصدق اعتبرته صديقي، لذلك كان لدي قائمة أصدقاء من أفضل الكتّاب.
عندما بدأت الكتابة، ونشرت أول أعمالي، كنت سعيدة جدًا بالتعرف إلى عدد كبير من الكتّاب الشباب، أكبر مني ومن هم في عمري وأصغر، أحببت فكرة أن يكون مؤلفي المفضل هو صديقي أيضًا، لكن ذلك لم يكن كافيًا، كنت أبحث عن شيء أكبر، عن قدوة ربما.
أعرف جيدًا أن الكاتب قدوة نفسه، وأنه لا يوجد من يعلّم أحدًا الموهبة، لكني لا أستطيع منع نفسي من التفكير في حياة الكتّاب الكبار، التي نقرأها في مذكراتهم أو ممن كتبوا عنهم، أو من المقربين لهم، وأسأل نفسي في كل مرة، لماذا لا يوجد شيء، أي شيء.. يجمعنا نحن ككتاب شباب بالكبار؟ ربما لا نريد دروسًا في الكتابة، لكن بالطبع نريد دروسًا في الحياة، ونريد أن نرى طريق الحلم كيف اكتمل، وكيف أثرت حياة الكتابة فيهم.
أعرف أن الكثيرين لن تروق لهم الفكرة، أو ربما يسيؤون فهمها، لكني أفكر في حلقة وصل بين شباب الكتّاب وكبارهم، وأعرف أننا يجب أن نمر بالتجربة بأنفسنا حتى ننضج ونكتب، وأن الكتابة هي المهنة الأكثر فردية على الإطلاق، كل الردود قد فكرت فيها مسبقًا، لكني لازلت أفكر في هذا المجال، العالم الخاص جدًا، الذي يجمعنا سويًا، كماضٍ وحاضر، أو كخبرة وتجربة، وبالتأكيد لن يكون النفع من اتجاه واحد، فكما عالمهم مختلف، عالمنا أيضًا غريب لدرجة وحشية. قد يكون هذا الشيء نادي، أو مجموعة على “فيسبوك”، أو حدث أسبوعي أو شهري، أو مكتبة، أو أي شيء دائم وعلى فترات ثابتة.
ماذا لو أن هناك من بين كتّابنا الكبار من هو مثل أشرف عبد الباقي؟ لديهم الخبرة والمعرفة ولدينا الموهبة والحماس؟ ماذا لو تبادلنا الأماكن، والخبرات، والطرق؟ لا أعرف النتيجة،