ولن يهتزّ لنفحاتي اللاهثة
وهناك طقس جاءوا جميعاً من أجله
أولئك الأشباح الذين لا أعرفهم
ففي منتصف الحفل تماماً
يجب أن أنتزع الخنجر بحركة واحدة
رغم عدم تدرّبي عليها، لأغرسه
في بطني على طريقة الهاراكيري
سيرقصون حولي عندئذ وهم يردِّدون
نشيدهم الذي لا أعرفه أيضاً.
لن يتقدّم أحدهم لإطالة الطقس
متذرِّعين بأنهم لم يكونوا يابانيين أبداً
سيظلّ رأسي منحنياً على عنقي
وكفّاي تغوصان في الدم
وربما قبضت أصابعي على ذلك
الجزء النافر من أحشائي
لكنني – أبداً – لن أترك مقبض الخنجر
فليس هناك صديق واحد
يمكنه جزّ عنقي
سوف يغرقون في الضحك وأنا أسقط
على المائدة الواطئة، وقد تلوّث وجهي
بأنواع الكريمات التي يفضّلونها -رغم
رتابة المنظر الذي تكرَّر في أفلام كوميدية
لا حصر لها-
ستلمس أكثرهن شجاعة وجهي بإصبعين
كنت أعرفهما
لتكشط بعض الكريمات إلى شفتيها
وسيتشاجر الآخرون بعبث، لاقتناص
حبّة الكريز الحمراء
التي استقرّت تحت عيني بالضبط
لكنهم سيعاودون الغناء بصخب
حتى لاتزعجهم أنّاتي المكتومة
آه
لماذا لم يأتِ أصدقائي أيضاً
ليمسحوا ذلك الشيء اللزج عن
وجهي بفوطة مبللة ودافئة
وليمسك أحدهم برأسي وهو
يضمّها بحنان
ثم يسحبها قليلاً إلى الأمام
ليتمكّن أكثرهم إيماناً
من جزّ رأسي
بضربة واحدة؟
ارفع ذراعك عن ذراعي
أيّها الضلّيل
والملك القديم
لا تتّخذ منّي صديقاً
لست أصلح أن أكون لك
المهرّج
والمسافر
والنديم
………………..
* من ديوان “ممر البستان” ـ 2008