تلك العاصفة 

عبد النور مزين
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عبد النور مزين   

تسافرين تماما كاليمامة الحرة في هواء الأندلس والعويل الأول لفندق الشرق والصدى يكسران دوما خفق الجناحين.

مع الزمن يتردد صدى العويل رنين دملجين.

والصدى في الزنزانة عويل حياة.

والقيد يكبر في تفاصيل الزمن

ويصغر في شقوق الجدار همس الحياة.

وكنت في عزلتي القصوى

هناك على تلة الدالية، أرتب تفاصيلك المحتملة من رقص المويجات.

الهمس منها كهمس من زمن السنديان

والرقص منها كما لا بد كنت تكبرين

تتراقصين من فندق الشرق إلى الغابة البيضاء،

بخلخال بكعبك الأيمن

بخلخال بكعبك الأيسر

كطلقتين تدميان جناحي اليمامة في الهواء.

أيها المطر الأحمر من أي غيمة قدمت؟

قالت المويجات على شط الدالية

من أي جرح في السماء؟

وأجمل الهمس، على ثغر المويجات 

دعوات الرحيل في المساء.

وأقسى من الموت حلم الحياة.

قصيدة كرقصة تانغو أخيرة

يرسلها بعد الرحيل

من الأعماق وعد مويجة.

 

لماذا لم تنس رِتَّاك أيها المفتون؟

الآن فقط تعلمت يا لوركا حين التقيت بمجنون آخر مثلك.

له قمره. سماه ريتا

وله قضية،  و له من أجلها قصائد للزعتر

وله بندقية.

أفهم الآن الجنون عندما يحملني الحنين على رقص مويجة. يتراقص حزن العبيد في القبيلة.

 وأنت في القبيلة، في الغابة البيضاء، السجينة والسبية. 

 

والقدر يا لوركا حكيمنا الجبار.

لمَ يضع قدمي على بصمة قدميكِ؟

واتبع عطرك الذي كبر

كما يتبع الليل النهار.

……………..

*مقطع من رواية

 

مقالات من نفس القسم