تلك الحياة!

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 678
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

شحاتة حسن 

حين كنت أجيد الحياة كفعل عاطفي،
كتمثلٍ للرغبة في كسر حواجزها
حين كنت صغيرًا، وجميلًا:
كانت الحياة لا ترغب في ثوريين جُدد
لا تحتمل شذوذًا عن رتابتها
فقط،
عاديون
يمشون في الشوارعِ برؤوس منكسة
بقلوبٍ بردانة
وأيادٍ فارغة من الأحلام
لذا،
كسرتني
من منتصفي تمامًا
وفي الشمالِ زرعت نصفًا يبحثُ عن أخيه التائه في الجنوب.

وحين صرتُ أجيدُ الحياة كنصف،
كحلم معطوب
كريشة في الريح:
حمّلتني أنصافًا أخرى لآخرين مكسورين أيضًا
وقالت
امش
حتى لو كانت ساقيك لا تحتملانِ الطريق،
حتى لو كان قلبك أسفنجة تمتص الدموع،

والخمر،

وعصائر الأحزان في البارات الجانبية
حتى لو كنتّ وحدك في ليلة باردة

تركل الحصى في شارعٍ مهجور
امش،
مثقلًا بظلك الذي
يحمل ظلال أنصافٍ

تحمل ظلال أنصاف
غريبًا في هيئة بائع للأكاذيب المقنعة بالمجاز، والمجازر
امش
خفيفًا من الثورة
من الحب
من سوناتا العصافير في الفجر

وحين مشيت
علمتني أن الأشياء كلها

بإمكانها أن تصير جمالًا أو زُبالةً على رصيف الأيام
أن الجمال يمكنه أن يجرح،
و أن الجُرح يمكنه أن يزهر
و أن الزهرة تكبر لتذبل
علمتني
كيف أتخلص من الأنصاف المكسورة
أن أصل الجُرح بالجرح ليلتئم الكسر
ويطير العصفور من جديد
وأن،
أكون نفسي
نفسي التي تحتملني كجار السوء الذي تصبر عليه
وأحتملها كديكتاتورٍ

سيقتلني

إن فكرتُ في الثورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعر مصري 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم