عارف عبد الرحمن
الأيدي
التي لمست خلايا جسدك كله
هي نفسها تلوح لك بالوداع
اللسان الذي قال أحبك
يصرخ بك ويقول عكس ذلك
الآن
الذراع الذي حملك، وحضنك
آلاف المرات
يسحق عامودك الفقري
الآذان التي تنصتت إليك،
أصابها الطرش
تفهم الكلام بطريقة معكوسة
مقعد الحديقة لم يعد
صالحاً للجلوس
ممتلئ براز طيور المعفن
نهاية الحب.
1
العصافير لم تعد تقف
على درفة نافذتي
إحساس مالح يطل من عيني
لا شيء يستقيم هنا ولا شي يدوم
حتى الذكريات تتعفن وتموت
حين يهاجمك الزهايمر المبكر
المطر يثقب الحيطان الكلسية
وتتجسس على حنجرتي
الخسائر
تصرح بلساني الملتهب
أحاول أن أرجع الى صمتي
أجاهد لأعيد اللعاب
لعابي الى فمي
لأعيد الحياة
إلى سريرها وأسرق وردة
جورية حمراء من بيوت
دمشق القديمة
أحب من هذه الوردة
أن تحضن الحياة
وتغوص فيها تنام
في رحمها المقدس
أحب أن يكون الماء
رحيماً ووديعاً
صالحاً للشرب وليس للغرق
أحب يعبر قلبي للضفة الأخرى
دون معاناة ودونما ألم
أحاول أن أنظربعقلي
أحرق الخسائر و أمضي .
2
صورة ٌحبنا
يُظهر رأسه،
فوق َغيمة ،
الغيمة ُ مطعونة ٌبالقهر
تمطر ولا تمطر
حبنا
صورة ٌ لقناة ِ جرِّ المياه
عصفورٌ ميت ٌ ُ
معلق ٌ بغصن شجرة
كرز وحيدة في بيارة
برتقال
حبنا
ثلجٌ ورذاذٌ صدى
صوت البيانو
في الكنائس القديمة
والتراتيل الحزينة
النبيذ الأحمر القديم
في الأقبية المنسية
دوران صوفي
في أفق لا نهاية له
معمل شمعٍ يبكي
من فتيل شعلة.
3
آه أيها الحب من أين أتيت بهذه القلوب
الذي تبكي بعيوننا دون توقف
في الفرح والحزن
في الدهشة والإحباط
آهٍ أيها الحب
أيها الوطن المكدس بالحنين
ألوهة ساحرة تنام في طياتك
وفي وجهك ترانيم آهاتنا؟
أنت هواؤنا شمسنا، خبزنا وماؤنا،
العذاب والتشرد والطيش والحكمة
الحنين والرقص الباكي في أجسادنا
الرعب والفرح.
أنت بؤبؤ العين وصور الذاكرة
وشمع للبكاء ونحن راية ونار لك.
نسغ الربيع والضوء أنت
أهدابنا قصائد لك
يا أفيون الضياع.
