تشيخ الأجساد والضوء يبقى

عارف عبد الرحمن
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عارف عبد الرحمن

1

يومٍ آخر لك في الحياة

تستنشق الهواء نَفَسًا نَفَسًا،

انحناءتك مع كلّ شهيق ورفع

رأسك مع كل زفير

يومٍ غيرَ محاطٍ بأحد فارغ

من التفكير العضال المزمن

يومٍ آخر

يستوعب مضامين الأشياء،

يموتُ في طياته الألم الأزرق

في ركبتك، يومٍ آخر

غائبًا عن الأنظار،

غيرَ محاطٍ بأحد لك وحدك

2

تخبرني امرأةُ أن الرقص

عنوان العنفوان

لا أعرف حتى اسمها

لكي أقول لها

نعم الرقص تمرد

أغنّي لنفسي

فمي… قدماي تحرّكتا… عندما ذكرت

كلمة رقص

كانت

رصاصةٌ بحلقي… وبقبق الدم

هرعتْ إليّ… أمسكتْ بعنقي

 قبلتني وقالت اعتذر الرقص

فرح الرقص فرح

لم يكن خطئي…

فأنا لم أضغط على الزناد.

2 السماءَ تتدلّى بجلال

طافحةً ودانية

تحملنا على عاتقها

وتمضي

بيضاءَ فضيّة… رماديّةً لؤلؤيّةً

على أَرْدواز

رصاصية داكنًة دخانها… يلقي بظلاله

 فوق صفائح الغيم الشريدة

كأنها كرة مجدولةً بالفرح

 صُبغتْ بألوانُ مايكل انجلو

 في كاتدرائية القديس بطرس

بروما

رسم السماء بديلا

من الأفق بارزةً ومكتنزةً

 قريبة بعيدة

أكاد ألمسها

وعلى وشك أن ينسكب

الماء

فوق رأسي.

3

أجلسُ في منتصفِ الضوء

كما يجلس ظلٌّي في عتمته

وعلى حافةِ النقد بين العقل والقلب

أقول لهما

لا أنتمي لأيّ جهةٍ من الشِّعر،

ولا لأي حزب ٍ

لا لليمينِ أو اليسار

لكنني أتعاطف مع المجهولين

الذين يموتون بصمتهم بفقرهم

بأحلامهم

 يبدأُ الضوء

بالتفكير لا يستطيع وهجي إلغاء

عتمة ظهري

أما أنا

لم أكن أريد أكثر

من مِرآةٍ مستقيمة،

4

 الضوءُ يجرّ نفسه على الأرض،

ويترك ظله في الليل

مثل طفلٍ خائفٍ من درس القراءة

الضوء

يقفُ أمامي، عاريًا من النوايا الليل

 ظلاله أنيقة،

يا ترى

أين تسكن الذكرى

في الحجر أم في الزمن

أم في ذاكرة الضوء

……………

*شاعر سوري مقيم في السويد

مقالات من نفس القسم