2 ـ وماج:
أرسطو في جُبَّةِ ابن رشد،ابن رشد برعمٌ تَفَتَّقَ من كرمةِ ابن باجة…الكرمةُ كانت عقلا صافيا أصفى من عينِ الديكِ،الديكُ أذَّنَ لينهض قومٌ من ثغرِ أندلس إلى ما فوقَهُ..أمَّا ما دون البحرِ من قوم ــ أضاء الله خلوتك ــ فتاهوا في الحَضْرةِ،وشربوا خمرة الروحِ المهاجرةِ منْ كفِّ شمسِ العارفين….
3 ــ وارتقى:
ولأنَّ كلَّ واصلٍ طريقٌ….
والطريقُ في لا مكان ….
تَهُبُّ بِشارةُ الشَّوق
يسقط اللاهجون بهِ
ويعرجُ إلى الكلِّ
قبسٌ .
4-عند العتبة:
رأيت فيه نغمَ القلب ،وجع قواريري
و سمعت ألوانَ خلواتي…
صفوتُ إذ تنشقتُ في نبضي نبضَه
فأسبلتُ في راحة الكشفِ يواقيتي،
أظلمتُ فآخاني الأخذُ ،وحين صحوتُ
حلا إذْ أضاءَ في وجودي
وارتعش كلَّما مرَّ روحٌ
منْ أشْواقي…
زَيَّنَنِي ذلك الذي أعني بزهرة
بهار ،وبكلمة نيئة لها بلورُ
المعاني،ونكهة الأسفار
وسقاني بكأس حلال
من دم سبو
وحماني إذْ كنتهُ
بسحابة سُكْرٍ
تُظَلِّلُ اسْتِغراقي
وعلى «ظهر المهراس» غاص بي
في كونِ الألحانِ
4- صفو :
عَلَّمني أن أقرأ نياط قلبي
وأرقامي وبدئي وختامي
وصفوي وبسطي وقبضي
في النقش، في الكلام،
في الرسوم، في الأبعاد
أنا إنْ رشفْتُ حزني كانَنِي
الحنينُ،وإنْ صلَّيتُ عند التقاء أنوارهِ
انبجسَ كالقطبِ من نبع أشجاني…
إنْ طرْفي أنارَ أشْعاراً
في خزفٍ أزرقَ
ساحرةِ الخط والمعاني
باغتني بلذة الحسن
في مفازات أحلامي
في الأقواس التي عاهد الرب بها
أولياء المدينة
والتي تبخَّر إليها عشق المكان
واللغو الحنون
وقشَّرها لافح الهجر ،
في وشاحٍ أخضر
يومِضُ من مشربية
ويحبو على وجد مئذنة
ويخبو في اللوعة
وفي اللوعة يشتعل
في أبد الحلم
أحياهُ
ويحْيانِي
5- كينونة:
يا الله
يا ألله
ها أنا ذا
أُشْرقُ حمداً
وأذْبُلُ
صَبابَهْ
ها أنا ذا
أرْفعُ كفّاً
والقلبُ ربابَهْ
ها أنا ذا
صِرْتُ ضباباً
وصِرْتُ
سحاباَ
فَهُبَّ عليَّ
حَوِّلْني
غيْثاً
وكتابَهْ
……………..
*شاعر من المغرب
* اللوحة للكاتب مرسومة بواسطة الحاسوب