أنا استيقظ فورا واكون في كامل وعيي فورا
في الطريق افكر في لقطة الحلم من اين جاءت مكتملة حسية هكذا ، اتذكر فيلم شاهدته منذ يومين
أعرف ان الحلم كان تجسيدا للقطة ، أدرك الآن أن المشهد في الفيلم اعجبني تماما
كان عن ولد أحب بنتا سنة كاملة وفي اليوم الاخير من العام الدراسي صارحها وكانت هي الآخرى تحبه وتراقبه
لقطة جنس جاءت بعد ذلك كيف كانت
بريئة كالمرات الأولى ، وطاغية كالفعل القادم من الحب والشوق على حد سواء
في الفليم كانت مشهد المفتتح لأن البطل مات في حادث تصادم في اللقطة التالية
وفي حلمي كان المشهد الوحيد لأن ثمة من قاطعنا لأني أترك هاتفي مفتوحا طوال الوقت .
الفوضى التي أعيشها الآن
تملئني بزحام من البشر والأفكار والأحلام والحزن والبهجة
كل شئ مختلط، لا شئ حقيقي
كيف نستطيع تذوق ملعقة سكر مخلوط بالملح
ما هي المحصلة لا شئ ولا أحد
الكتابة التي اخاصمها ، التوتر لأني أتعود الآن على نمط جديد للحياة
الفقد الذي يملئني
أمي التي اشتاق حضنها ، ومارس الذي جاء محملا بعبق كل ايامي الحلوة التي غادرت
البحر الذي تملئني رائحته كل يوم عندما اعبر الطريق لأذهب للجريدة
كل يوم تملئني رائحة المصيف والبحر
تدغدغ اعصابي فأضحك
في المساء أجلس على طرف فراشي واصطاد سمكا افتراضيا بعصا المقشة من أرضية حجرتي الزرقاء
في المساء أنفض عن ذهني كل ما شاهدته في يومي المزدحم
كل الضحكات الكاذبة وإبتسامات المجاملة التي شعرت بها تنغرس في وجهي
في المساء أحرر دموعي
واخبرني أني سأذهب لفيلم رسايل البحر وحيدة
أقف كل يوم امام باب السينما
أسأل فتاة الشباك عن ميعاد الحفل القادم ولا اعود أبدا
رهبة تذكرة سينما واحدة لفتاة وحيدة
ليس ثمة فتيات وحيدات هذا الموسم
عند النهر اقف … أنظر للسماء البعيدة المشوشة مثلي وأخبرها اني في الغد سأجرب من جديد
اقول لنفسي الامر في غاية البساطة
سأدخل الفيلم وحدي لأن كل اصدقائي شاهدوه عندما كنت مريضة
ثلاث أسابيع في الفراش كانت كافية ليدخل كل اصدقائي الفيلم
في اليوم الجديد ساجرب من جديد
سأسأل فتاة الشباك عن ميعاد الحفل الجديد ومن ثم سأعود ربما .