تدوير

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

حميد الشامي*

كحياة طويلة لسجين 

ستكونين شيئاً عادياً مثل جُمل باردة لجدات تساقطت أسنانهن

أو فاترينة لعرض" فساتين زفاف" لنسوة بدينات

عقد العقيق الذي جلبه لعنقك الصغير..

سيجعلك تتضاءلين لمجرد زجاجة عقاقير صغيرة يستبدلها شهرياً

ثم إنك أمك التي لأجلها..دخل نافذتك ولأجلك تعود من الباب ذاته

الأمر واضح.. سيضع فرحه بلهفة كل امرأة تحمل شيئاً منك

تشاركك ملامحك.. وأن تكن دمية بمقادير متفاوتة من الوجد

لذا أنت شيء منسي بالتأكيد: عقاقير ونسوة وخرزات

أشياء كثيرة تنمو لمجرد المحاولة ..إتلاف بعضه ببعضك

أشياء تنام على شكل كابوس في النهاية :

قاتل بأنف فقط وقدم ..يطارده بحديقة المنزل بما تحبين من ملابسه في الصيف

إن يسحب نشوته عن أعضاء أمرأة يكتشف موتها فجأة

إن يكون مذاق النبيذ الذي يحتسي ..مجرد دم لحيوان نافق

شيء منسي ستكونين فعلاً:

مجرد شارع يكرر عليه المشي والسعال..

برفقة كل الأشياء التي تكرهين أو تغارين، نسوة رخيصات يلعقن ذكرياتكم عن المقاعد والرصيف والمارة

مجرد نافذة يهشم زجاجها بيده المكورة كما لو تمسك رعشة خذلتينها

أو ستكونين تغزلاته بك لبعض العمر: سمكة شواها وغرز بها شوكاته أكثر من مرة

نبض..سيهز خفقانه بتدخين ملايين السجائر ويكثر من تعاطي الكلسترول

أنت منتهية يا “حياتي” ,

لأنك مجرد كل شيء بحياته:

ذاكرته التالفة لأنك عقاقير

يديه المهشمة لأنك نافذة

أنثى تستدرجينه مرة أخرى لمحبتك

منتهية..

ستكونين الخطيئة في تبعثر لهفته الآن

وطوق العقيق الذي ستخنقين عنقه لاحقا لاكتشافك ,بأنه مجرد حزين لأجلك

وقد أصبحتِ “ذاكرته” التي ترجع نفسها..مثل قطة نصف أليفة دون ثقوب أو عينين.

…………….

*شاعر من اليمن

 

 

مقالات من نفس القسم