جمعة الموفق
كنت قد
هدمت ليلا على رأسك
وأقمت جنازة فوق سريرك
أؤكد لك أن:
قلبي كان وحيدا وغائما يهطل بأحزان الآخرين
ويغرد في صباح بارد “اجعلها تمطر”
المطر كان التهويدة الوحيدة المقبولة في الشتاء لرجل مثلي
اجعلها تمطر لكن المطر لا يأتي حسب رغبتنا
تأتي به ظروف خاصة..حين يريد الله.
حسنا لم تمطر ورغم هذا واصلت الغناء حبا في المطر..
مرت الساعات
تمر ويعلق المرء في شجرة وارفة الظل
على أغصانها أعشاش
لغربان وطيور المينا
الحمامة باضت وأكل الغراب بيضها
أخيرا كانت تحوم حول عشها وتهدل..بدا مشهدا طبيعيا..
وكان ثمة طريقة وحيدة لمواساتها:
“جربي شجرة أخرى بعيدا عن الغربان”
تاليا جلست كما يجلس أي متأهب للعزلة
تركت الشمس خلف ظهري وبدأت طقسا في مربع الضوء الذي سمحت النافذة برسمه على السجادة
بهدوء خضت حديثا قاسيا مع نفسي..قلت لها :
في نهاية المطاف على المرء أن يتخلى ..
نقرت حمامة أخرى زجاج النافذة وناحت
“هذا يوم الحمائم” قلت
طفح حزن ملائكي عندما مرت سحابة حجبت ضوء الشمس..
مرتجفا من تجلي الغريب:
شاهدت أقمارا مثل عيون أطفال ولدوا للتو
طيورا بألوان الطيف السبعة
رأيت وجهك عروسا وكفاك مخضبتين بنقوش حناء..
قمت ..نظرت من خلال النافذة
قلت ها قد انقضى النهار.