حينها بالطبع كنت أفضل أن يكون ما تكتبه قصة، لاسيما أنها تمتاز بشاعرية نفتقدها كثيرًا في الكتابة السردية، لكي تنمو وتكبر (بظني الساذج آنذاك) وتكتب الرواية التي أنتظرها! ولكن شيطان الشعر أغوى مروة أكثر، فأصدرت ديوانها الأول (أقص أيامي وأنثرها في الهواء) الذي لازلت أتذكر فرحتي به هو الآخر!
تشاء الأقدار أن يتوقف هذا الكتاب عند طبعته الأولى، فلا يعاد طبعه، وتضيع مسودته من مروة، وأفتِّش في ملفاتٍ قديمة جدًا عندي لأجد المسودة الأخيرة كما أرسلتها للناشر حينها، كانت سعادتي غامرة، وأعتقد أنكم حينما تقرؤونه ستصابون بتلك الحالة وربما أكثر ..
……………………
أحببت هذا الكتاب الأول كثيرًا أيضًا، وأشعر أنه لم يأخذ ما يستحقه من قراءةٍ وانتشار، وأنا بعد كل هذه السنوات أزعم أن الوقت قد حان ليقرأ الناس ما كانت تكتبه مروة، وينتظرون ما ستكتبه على الدوام .
((لا تسألني الآن أن أتجلى في حضرتك أنثي تستحيل شعرا, وألوانا وعطورا، إنني منذ اختناق الحمامات في المدى أدور بدُّفي في الزارات وفي الحانات أُسبِّحبالموت, وآيات الرحيل. أيها النوراني لك أتلو صلاتي علِّي أتحرر من هذا الجسد, السجن لك أبحر في موجات الطهر عسي الله أن يغفر لي ما تقدم, وما تأخر من ذنبي لك أهتك ستر الروح فيوضا من حريتي و مجوني, وأُرنِّم عمري طلاسم لا يفهمها سواك, تتمنطق كلماتي, وتسقط مصلوبة علي حافة أوراقي فتضيع صلاتي سدي, وأبقى أنا…. أنا..أنا الموغل في حزني, الموغل في رحيلي, الموغل في إثمي وغربتي أبقي شاهد عصري على حافة المهزلة, وأري وجهي بكل الوجوه فتقتلني الرصاصة مرتين, ويفر الكون أمامي يحجب وجهه المحروق عن أعين الأقمار, ويلملم أطفاله العراة, ونسائه المبقورين… )).
لتحميل الكتاب اضغط هنا