بدايةٌ.. ورغباتٌ طيّارة
جيلان زيدان
لم أعد أحبك! قلتُ لك؟ أمرّن نفسي على الانشقاق مرة أخرى لكن.. لنفسي. أستعيدني منك بالاقتراب. وحدها القربى ستبين لي مدى المسافة بيننا. وأني على مقربة مني أكثر منك.
فيما سيسهّل استعادتي إليّ وامتصاصي من الثقوب.
-هاتي ايدك.
ورششتَ العطر.
تبخّر. بينما بقعة في القلب افترشت لونا داكنا. تلك آثار الحب. وأنت لم تصدق.
كيف أفسّر لك أنّ حظي سعيد في موت حبك؟؟ أني أحتفي الآن باكية ببقعة جسده المفترشة للقلب, بينما تبخرت روحه في السماء؟!
كيف أشرح لك عن قضائي حصةً هذيانية من الليلات السمراوات. وأيضا لم تسمع بقصة الليالي السمراوات..؟؟ أصلًا لم أعد أحكي لك عني. ولم أعد أسألك. بل أرى أرواح الفقاعات الطائرة قلوبَ ملائك منهارة حينما تُفقأ وتتحرر.. ينثال العطر.. العطر أصبح ملوّثنا. آثار صفراء كقيح جرح. يتركها العطر الفارّ والأثر القارّ.
كما لم أعد أنوي استفزازك كما قبل, تأكد. وإن بدوتُ لك بحقيبة آثام من الماضي أحمل صورنا الباهتة وأخاف عرضها وعرضتها للضوء, تأكد أني أجيئك اليوم بلا عائلة وبلا شوق حتّام وإن كان يسوقني. تأكد ملء غمضك أنني أخرى عن بنت فكرة ولدت ووئدت لأنها أنثى عاثرة غير مستمرة, مأسورة في صفحة. مجرد صفحة. صراعات البياض الدائم مع الحبر. لا أحد معي إلا صغار أمل أرعاهن بلا حارس.. يوما سيأكلهن الحبر الأحمر. يوم أن ألقي الورقة ورائي في نهاية غامضة.
أنا هنا لأجلك. وحدك. عن أمل راغب بغسل أنسجتي القلبية من توترك الدائم وصهدك الوهاج. وتكفين بقعة العطر الميتة في يدي وأنفاسك. تلك الصغيرات التي ما عادت تهمك, أحتاج شجاعة للقضاء عليها بغزو بليد. كأن أكرهك. أو أكرهني. وعلى الرغم من حجريتنا في الصمود والتناوب, أعللك بسيل من الأفلاك التائهة. يزنك القمر حين يكون.. هكذا تريد الحريّة!
أنت تحتاجني وتحتاج الرموز.. لاستعادتك ضوءا ذاتيا يفسّرك. ويلاشي ضباب الساعة. كي نمرّ من هذا الوقت.. أنا هنا لأمرّ منك وأعبر بك إليك حيث نفسك المشعّة القديمة. ودرب أنت تبدؤه. تجتاز إليك عتبتك الأولى إلى العالم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصريّة