مرزوق الحلبي
كلب مُدلّل
تلك التي تتهيأ لالتقاط “سيلفي” مع كلبها المدلّل/ لا تغيب عنها أدقّ تفاصيل ولا الزاوية المُثلى/ التي تسير معه على طول الطريق/ تزجره كلّما همّر على قطّة مرت مصادفةً/ تُلبسه صدرية صوفية إذا اشتدّ البرد/ تحمله بين ذراعيها وتحنو/ تُكاغيه/ تداعب فروته فيهدأ/ هي القاضية التي مدّدت أمس حبس طفل من العيسوية/ كان يمشي على طولِ الطريق مع كلبِه المُدلّل/ يصفر له لحنًا أو يرمي حجرًا.
رسالة حبّ
التي تجلس هناك، تكتب رسالة حبّ وتلمّ دمعاتها عن الورق/ تنتقي أكثر الكلمات وهجًا وأكثر “إيموجي” لوصف لوعتها/ تبحث في جهازها الذكيّ عن أغنيةٍ بحرارةِ قلبِها/ تدقّ على الطاولة تستدرجُ فكرةً للختامِ/ تتلفّت حولَها ربّما عرف أحد امتحانها الوجوديّ/ هي جنديّة شديدة المراسِ تُمسك الوقتَ في قبضتها/ منعت هذا الصباح عروسًا من المرور فيه إلى عُرسها وفي يدها رسائل حبّ كتبتها خلفَ الجدار.
ضفّة البُحيرة
ذاك الذي يُطعم طيورَ البجع على ضفّة البحيرةِ البعيدة/ يوزّع الخبزَ عليها بالتساوي/ يُضاحكها/ يُغدقُ المديحَ على أناقتها/ يصلّي كي تسندها الريح في طريق العودة إلى أوطانها/ يقضي نصف يومِه/ يُعاملها كآخر النبلاء وآخر القدّيسين المتأمّلين في الكون/ هو ذاك، الذي كبس أمس بمنتهى اللطف زرّ طائرته/ فأصاب الصاروخُ مدرسة الأطفال الذين أحبّوا قصة الرجل الذي كان يُطعم البجع على ضفّة البحيّرة!
….. ….. …..
(آب 2019)