محمد الفخراني
و.. ليس أجمل من امرأة ذكية.
المرأة الذكية: زهرة مُتَوَهِّجَة، نحلة تجوب الغابة، فكرة مدهشة، لَحْن لذَّة، صُحْبَة حلوة، موسيقا تمشى على الأرض.
ذكاء المرأة شمس تُشرق بداخلها، وأقصد هنا الذكاء الحُرّ الخالص، امرأة ذكية بطبعها، روحها ذكية، قلبها ذكى، كأن ذكائها أول شىء خُلِقَ فيها، تَشَكَّل ذكاؤها أولاً، ومنه تَشَكَّلَ كل شىء فيها، امرأة يمكنك أن تصنع معها كلامًا، ليس عن قضايا العالم، وإنما.. مثلًا ألعاب من كلمات وأفكار، أن تتكلَّما فى كل شىء ببساطة وسهولة كأنما تتمشَّيان فى عقليكما معًا، تجوال حُرّ بداخلكما، وفى العالم، تُشَكِّلان معًا عوالمَ وتهدمانها، أو تتركانها مَبْنِيَّة، لا يهم، تدخلان معًا من عالم إلى آخر، وكلها موصولة ببعضها بعضًا، امرأة ذكية تحب أنت أن تتمشَّىَ معها، مع ذكائها فى الشوارع، امرأة طَبْعُها الذكاء، وأجمل ما فى الذكاء هو اللفتات والتعليقات التلقائية، سرعة البديهة، اللماحية.. الذكاء ليس فى حاجة إلى شرح، يمكنك أن تعرف المرأة الذكية بنظرة من عينيها، بتعليق واحد، بجملة واحدة، كلمة، بحركة من يدها أو رأسها، بابتسامة، ستراه فيها، حولها، لديها لماحية، حَدْس، حِسّ فكاهى لطيف، وجَديَّة بلا تَجَهُّم، ذكاء التفاصيل، تفاصيل الذكاء.
ذكاء المرأة هو أقوى مثير حِسِّى/ جنسى فيها، هذا صحيح حَرْفيًّا، وحقيقى جدًا، كم يمكن لجمال المرأة أن يصمد بدون الذكاء؟ دقائق؟ ساعة؟ نصف يوم؟ يوم؟ اليوم وقت طويل جدًا لن يستغرقه إلا رجل غبى.
يصنع الذكاء طاقة غير مرئية حول المرأة، لا يراها إلا رجل ذكى، الغبى سيبتعد، لن يرى هذا، أو يرتعب منه حتى دون أن يدرك ما يُرْعبه، الذكى يبتسم لهذا الذكاء ويبدأ اللعب معه على الفور.
طبعًا، جمال المرأة شىء لطيف، هو أحد أجمل مناظر الحياة، بشرط أن يكون معه ذكاء، يسبقه الذكاء.. الحقيقة أن بروفايل المرأة دومًا جميل، ولو كظِلٍ بعيد، وليس أن جمالها هو أحد أجمل مناظر الحياة، وإنما هى نفسها.. المرأة.
الذكاء ينير جسد المرأة، يضىء وجهها، يجعلها مثيرة، مغوية بالكلام معها، و”بالحب” معها.
الجمال الظاهرى؟ كم تحتاج من وقت كى يصيبك المَلَل، كى تكتشف الخدعة، هل أنت ذكى كفاية لتدرك ذكاء المرأة من اللحظات الأولى، وتقترب، أم أنك غبى كفاية لتهرب من امرأة ذكية.
الذكاء جمال داخلى وخارجى معًا.
المرأة الذكية، وعند لحظة ما ستشعر معها بشىء عقلى كامل، تشعر أنت أنها شفافة مثل أنفاس النهر فى الصباح، وعند لحظة أخرى تشعر بها محسوسة مثل قُبْلة قوية للفم بملء الفم، وعند لحظة أخرى تشعر بمزيج من الحِسِّى والعقلى، وطوال الوقت ترى ذلك الطائر الصغير المُلوَّن الذى تَشَكَّل منها، تراه يرفرف حولك يَتُوق أن يلمسك وتَتُوق أنت لتلمسه.
وتلك المسافة بينكما، اللا مسافة، تقطعانها إليكما، كلٌ منكما إلى شريكه، مَشْيَّا وجريًا، تتلامسان ثم يعود كلٌ منكما إلى نقطة غير التى كان فيها، ومن جديد تعودان لتتلامسا، دون انتهاء، وكل مرة هى طريقة جديدة، ولمسة جديدة.
أنتما فى الأصل تقطعان المسافات معًا.
لا تحتاج مع المرأة الذكية أن تأكل أو تشرب، أنت تأكلها وتشربها بطريقة ما، أنتما معًا فِكرتان حُرَّتان، خارج الوقت والمكان، أنتما مزيج لذَّة، أنت تشعر بطعمها فى فمك، بمَلْمَسها على أطراف أصابعك، ورائحتها داخل رأسك، ومن المهم والضرورى أن تتلذَّذ هى بوجودك، أنت فى الوقت نفسه مصدر لذَّة لها، أو أنكما معًا تَنْهلان من مصدر لذَّة واحد هو مزيجكما معًا، حاصل امتزاجكما وتناغمكما معًا.
المرأة الذكية كنزُ لَذَّة وأَلَق.
ابتسامة المرأة الذكية هى الأجمل، نظرتها، وجهها، رائحتها، وجسدها أيضًا الأجمل.
جسد المرأة الذكية له رائحة شفافة، بها وعود لطيفة، الذكاء له صوت وشكل ورائحة، يمكنك أن تلمسه حولها، ولا شىء يجعل المرأة مُشتهاة ومرغوبة ومحبوبة ومثيرة أكثر من ذكاءها، ولا شىء، مهما كان يستطيع أن يُعوِّض غياب الذكاء.
المرأة الذكية لديها كل شىء، ويمكنها الحصول على كل شىء، وتستحق كل شىء.
